قتلى وجرحى من النظام و"داعش" مع احتدام المواجهات في البادية السورية

13 يناير 2022
يتصاعد نشاط تنظيم "داعش" في سورية (فرانس برس)
+ الخط -

تحتدم المواجهات في البادية السورية بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها، مدعومة بالطيران الحربي الروسي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 11 عنصراً من تنظيم "داعش" سقطوا خلال الساعات الأخيرة نتيجة الضربات الجوية لطائرات حربية روسية على مواقع انتشار التنظيم في البادية السورية، وتحديداً بادية السخنة وتدمر شرقي حمص وبادية دير الزور. وأوضح أن القصف طاول مغاور وكهوفا يتوارى فيها عناصر التنظيم، وتسبب أيضاً في إصابة نحو 20 آخرين من عناصره، بعضهم في حالة خطرة.

وفي الطرف الآخر، قُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام، اليوم الخميس، في هجوم لتنظيم "داعش" في بادية دير الزور الغربية.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن عناصر التنظيم هاجموا مواقع قوات النظام في بادية دير الزور الغربية، ما تسبّب بوقوع قتلى وجرحى في صفوفهم، موضحاً أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها، سقط لها خلال اليومين الماضيين العديد من القتلى، إضافة إلى وقوع أسرى وجرحى، حيث هاجم عناصر التنظيم أمس الأربعاء، حاجز المحطة قرب بلدة الكشمة شرق دير الزور، ما أدّى لمقتل 3 عناصر من الفرقة 17 وأسر ضابط.

ونشرت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر عدداً من قتلى النظام في الموقع الذي استهدفه الهجوم، وذلك بعد وصول تعزيزات إلى المكان وانسحاب عناصر التنظيم. وعقب ذلك بساعات، استهدف التنظيم نقاطاً لقوات النظام والمليشيات في بادية الدوير شرق دير الزور أيضاً، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر.

وأشار المراسل إلى أن قائد اللجنة الأمنية والعسكرية في دير الزور اللواء جمال محمود يونس طلب استنفار جميع القوات والمليشيات التابعة للنظام، مع خروج رتل مؤازر من مليشيا "الدفاع الوطني"، يترأسه نائب قائد المليشيا حسن الغضبان، من حي هرابش بمدينة دير الزور، ورتل آخر من بلدة الطيبة قرب الميادين، نحو مواقع الاشتباك، مشيراً إلى وصول عدد من الجثث إلى مدينة البوكمال لقتلى من عناصر النظام، وسط إطلاق نار كثيف، وحالة سخط لدى أهالي العناصر المفقودين.

وفي الإطار، أكدت دراسة صدرت اليوم عن "مركز جسور للدراسات" بالتعاون مع منصة "إنفورماجين" لتحليل البيانات، تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في كل من سورية والعراق خلال العام الماضي 2021.

وأشارت الدراسة إلى تزايد الهجمات السريعة والخاطفة للتنظيم التي تعتمد على المتفجرات والعبوات الناسفة، وانتقال التنظيم لاستهداف القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها بشكل مكثف مقارنة بعام 2020، من 3 عمليات فقط خلال هذا العام، إلى ما يزيد عن 50 عملية خلال عام 2021، بارتفاع يساوي نحو 125 بالمائة.

ولفتت من جهة أخرى إلى العقبات المتزايدة التي يواجهها التنظيم من ناحية القدرة على التحرك والتنفيذ في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مقارنة مع مناطق البادية السورية، مع صعوبة الجزم بشكل قاطع ما إذا كانت العمليات المختلفة ضد المليشيات الموالية لإيران هي فعلاً منفذة من قبل عناصر التنظيم نفسه، أو من قبل أشخاص محليين باستخدام أساليب مشابهة لأساليب التنظيم.

وأوضحت أن نحو نصف هذه العمليات وقع على الطريق الواصل بين مدينتي تدمر ودير الزور، والذي يُعتبر أحد أهم خطوط الدعم والإمداد لهذه المليشيات المتمركزة في بادية دير الزور، ويمكن أيضاً اعتبار هذا العدد الكبير من العمليات على طول هذا الطريق مؤشراً لارتفاع وتيرة تحركات هذه المليشيات على طول خطوط إمدادها، و"الذي يُعتبر أمراً طبيعياً استناداً إلى التوتر الذي شهده الريف الشرقي لمحافظة دير الزور بين مختلف الفاعلين الإقليميين، خصوصاً المليشيات الموالية لإيران، والقوات الأميركية المنتشرة على الضفة الشامية لنهر الفرات".

 وأشارت الدراسة إلى أن المدنيين من مختلف الانتماءات سواء العاملين مع النظام السوري أو مع الإدارة الذاتية أو بقية المدنيين، كانوا الأكثر استهدافاً من قبل تنظيم "داعش" بنسبة تصل إلى 30 بالمائة من مجمل العمليات.

قتيل في أعزاز واشتباكات في درعا

وفي شمال سورية، قُتل مدني وأُصيب آخرون، اليوم الخميس، بانفجار سيارة في مدينة أعزاز شمالي حلب.

وذكر مراسل "العربي الجديد"، أن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة انفجرت قرب مديرية المواصلات وسط مدينة أعزاز، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابةِ ثلاثة آخرين. وأوضح أن العبوة استهدفت كما يبدو سيارة مسؤول قسم الانضباط في الشرطة العسكرية المحلية بالمدينة، ما تسبب أيضاً في إصابة عدد من عناصر الشرطة.

وفي جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بين مجموعة مسلّحة محلية وعناصر من فرع "الأمن السياسي" في المعبر.

وقال "تجمع أحرار حوران" المحلي إن الاشتباكات وقعت عند بوابة معبر نصيب الحدودي بين المجموعتين، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر "الأمن السياسي" بجروح، وذلك بعد مشادات كلامية بين الطرفين بسبب منع عناصر "الأمن السياسي" أشخاصاً من البلدة من الدخول إلى معبر نصيب، ليتطوّر الخلاف إلى إطلاق نار متبادل، بدأه عنصر في الأمن السياسي.

وأضاف أنه عقب الاشتباكات، هدّد ضابط برتبة عميد من فرع الأمن السياسي بشنّ عمل عسكري ضد بلدة نصيب وقصف البلدة في حال عدم تسليم المجموعة التي أطلقت النار.

وكانت المجموعة نفسها هاجمت أمس الأول حاجز الأمن السياسي قرب معبر نصيب، واحتجزت ضابطاً وعدداً آخر من عناصر الحاجز، إضافة إلى سيارة عسكرية، وذلك بعد اعتقال أحد الشبان على حاجز "منكت الحطب"، ثم أفرجوا عنهم بعد إطلاق سراح الشاب.

المساهمون