استمع إلى الملخص
- جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، ومحكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف الهجوم العسكري والإفراج عن المحتجزين.
- رغم عدم وجود آليات لتنفيذ أحكام المحكمة، القضية تسلط الضوء على الانتهاكات في غزة وتحقق ضغطاً دولياً.
قالت قاضية بارزة من جنوب أفريقيا، الخميس، إن لا شيء سيردع إسرائيل عن مواصلة حربها على غزة، المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى أن القضية التي رفعتها بلادها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تظل حيوية لتسليط الضوء على الوضع الكارثي في القطاع. ولجأت جنوب أفريقيا، في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى محكمة العدل الدولية، حيث تقدّمت بشكوى تتّهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948 في حربها على غزة.
وأعربت قاضية الاستئناف بالمحكمة العليا بجنوب أفريقيا نامبيتا دامبوزا، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، عن حسرتها لكون إسرائيل تواجه "عقبات قليلة" في الحرب التي تشنها على غزة، قائلة "إنهم يعلمون أنه لا يوجد أي شيء سيحدث إذا واصلوا التصرفات نفسها". وأضافت: "المحاسبة يمكن أن تكون اختياراً بين الدول، وأنا لا أدعي هنا أن جميع الدول سواسية. بعضها أكثر حساسية تجاه الضغط، وقد تغير سلوكها بناءً على ذلك، لكن دولاً أخرى لن تقوم بذلك".
وفي حكم صدر في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في حربها على غزة. وأمرت محكمة العدل الدولية مجدداً إسرائيل في 24 مايو/ أيار بوقف هجومها العسكري "فوراً" في رفح، جنوبي القطاع. كما دعت إلى الإفراج "غير المشروط" عن إسرائيليين تحتجزهم حركة حماس في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومحكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، وتُعَدّ قراراتها ملزمة قانوناً، لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها. ونال الفلسطينيون صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة في عام 2012. وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بضمان "الوصول دون عوائق" للمحققين المكلَّفين من الأمم المتحدة بالنظر في ادعاءات الإبادة الجماعية.
وفي هذا الصدد، قالت دامبوزا إنه رغم عدم امتلاك محكمة العدل الدولية آليات لتنفيذ أحكامها، فإن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل سلطت الضوء على ما يقع في غزة ووجهت الأنظار إلى ما يحدث من انتهاكات. وأضافت "لقد حققت الضغط"، مشيرة إلى أنه بالرغم "من أنه لم ينتج عن ذلك أي انفراج ملموس.. فإن طرح هذه المواضيع أمام الرأي العام، يصبح معه بإمكان المجتمع رؤية العدالة، أو محاولات تحقيق العدالة".
(العربي الجديد، فرانس برس)