أكدت فصائل فلسطينية رفضها التعيينات والقرارات التي اتخذها المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال جلساته التي عقدت يومي 6 و7 فبراير/شباط الجاري في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وتغيبت كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية القيادة العامة، وقوات الصاعقة، والمبادرة الوطنية، وشخصيات مستقلة عن الاجتماعات لأسباب منفصلة إما لعدم الدعوة أو لرفض جدول الأعمال.
ورأت بعض الفصائل أن هذه الاجتماعات تعزز حالة الانقسام القائمة على الساحة الفلسطينية، وتؤدي إلى قطع الطريق على الجهود التي تبذلها الجزائر في الفترة الأخيرة لعقد اجتماع عام يجمع الفصائل الفلسطينية بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة.
في الأثناء، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سهيل الهندي، إن المجلس المركزي الحالي لا يمثل الشعب الفلسطيني وجميع مخرجاته لا تعبر عنه لأنها لم تمثل التوافق الوطني أو الفصائلي.
وأضاف الهندي، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن انعقاد المجلس الحالي كان "مهزلة" منذ البداية في ظل عدم وجود أي توافق فلسطيني داخلي وتكرار ما جرى في المجلسين الماضيين عامي 2015 و2018 ومقاطعة غالبية الفصائل للاجتماع الحالي.
ورأى أن الرئيس الفلسطيني فرض أجندة معينة على الاجتماع الأخير في رام الله من أجل تمريرها، تمثلت في منح شرعيات وتعيين أشخاص مرضي عنهم من قبل الاحتلال والمنظومة الدولية، متهماً ما سمّاها "القيادة المتنفذة" في منظمة التحرير والسلطة بأنها "لا تريد أي قرار لصالح الشعب الفلسطيني وتعكف على إجهاض أي اتفاق يتم الوصول إليه منذ اتفاق القاهرة الأول عام 2005 مروراً بجملة الاتفاقات اللاحقة".
من جانبه، دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية للتفكير في إنشاء جسم وطني بديل يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في ضوء حالة التهميش والتفرد الحاصلة.
وقال حبيب لـ"العربي الجديد"، إن حركته تصدت كثيراً لفكرة تشكيل أجسام بديلة عن منظمة التحرير، غير أن الوقت قد حان لإنشاء جسم يضم المجموع الوطني يعمل على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ويتجاوز الأخطاء التي وقعت فيها منظمة التحرير.
وأشار إلى أن جميع القرارات والتعيينات التي جرت في اجتماع المجلس المركزي للمنظمة غير شرعية على اعتبار أنها تمت بعيداً عن حالة التوافق الوطني، إذ كان الهدف الأكبر من الاجتماع شغل المناصب الشاغرة خلال الفترة الأخيرة فقط.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني خليل إن كل ما تم من مخرجات لاجتماع المجلس المركزي هي حسب التفصيل الذي تم لها بشكل مسبق قبل انعقاده، وهو ما يدلل على عدم أهمية الاجتماع. وأوضح خليل في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة المتنفذة" في منظمة التحرير صاغت المخرجات كما تريد وأخرجتها بالشكل الذي رسمته قبل الاجتماع، وبالتالي فإن حضور الاجتماع من عدمه كان بهدف إعطاء الشرعية السياسية فقط.
وبحسب القيادي في الجبهة الشعبية، فإن امتناعهم عن الحضور جاء لاستشعارهم أن هذه الاجتماعات داخل أروقة مؤسسات المنظمة وفي ضوء التفرد والهيمنة والسيطرة عليها ليست ذات قيمة، خصوصاً مع عدم تنفيذ القرارات السابقة. وأضاف خليل أن عقد المجلس المركزي كان له انعكاس سلبي وأعطى مؤشرا إلى أن القيادة التي دعت إليه غير معنية بالحوارات الوطنية التي ترعاها الجزائر، إذ إن ما يجري هو بمثابة قطع الطريق على هذه المساعي من خلال هذا الاجتماع.