قال مصدران مقرّبان من "كتائب حزب الله"، إحدى أبرز الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن الجماعة تستعد لموجة تصعيد جديدة ضد القواعد الأميركية في العراق وسورية ردا على الضربات الجوية التي نفذتها يوم أمس في بابل جنوبي بغداد، وأدت إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وجرح 18 آخرين.
ومن المقرر أن تُشيّع فصائل عراقية مسلحة اليوم العضو في جماعة "كتائب حزب الله"، درع حسن، الذي قتل ليلة أمس بقصف أميركي في محافظة بابل، حيث دعت منصات تابعة للجماعة العراقيين إلى المشاركة في التشييع الذي سيكون عصر الثلاثاء في بغداد من شارع فلسطين.
وقال مصدران مقربان من جماعة "كتائب حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إن قرار التصعيد ضد القواعد الأميركية في العراق وسورية "جرى اتخاذه فعلا".
وذكر أحد المصدرين أن "التصعيد سيشمل القصف بالصواريخ والمسيرات ردا على الضربات الأميركية واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للموسوي في دمشق"، في إشارة إلى القيادي في الحرس الثوري الإيراني، رضى الموسوي، الذي اغتيل بغارة للاحتلال الإسرائيلي في دمشق مساء الاثنين.
وأكد المصدر الآخر أن المفاوضات بين الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، والفصائل توقفت لوصولها إلى "نهايات مغلقة"، على حد تعبيره.
المفاوضات بين الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، والفصائل توقفت لوصولها إلى نهايات مغلقة
وأضاف المصدر أن "السوداني وبعض قادة الإطار التنسيقي يريدون وقف الهجمات على القواعد الأميركية بدون مقابل. لا خروج للأميركان ولا مراجعة للاتفاق الأمني معهم، ولا وقف للعدوان على غزة، بمعنى آخر قبول الهزيمة، وكله تحت ما تصفه حكومة السوداني باضطرار سياسي لهذه المرحلة"، مشددا على أن "جميع المواقع المهمة جرى إخلاؤها منذ فترة، وهجمات الأميركيين الأخيرة لن تكون مثمرة على مستوى الخسائر التي تحاول إلحاقها بالمقاومة".
وتشهد الساحة العراقية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تصعيدا ضد الوجود الأميركي في البلاد، نفذه عدد من الفصائل المسلحة، التي وسعّت أخيرا هجماتها لتشمل مواقع أميركية داخل الأراضي السورية المجاورة للعراق.
وتسعى الحكومة وأطراف في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي" إلى وقف الهجمات ومنع التصعيد، خاصة بعد عدة ضربات جوية نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في وقت سابق الثلاثاء، أنّ الجيش الأميركي قصف ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها المليشيات المسلحة، وذلك ردّاً على هجوم وقع قبل ساعات من ذلك، وأدّى إلى إصابة ثلاثة عسكريين أميركيين بجروح بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.
وتعرضت قاعدة حرير إلى هجوم بطائرة مسيرة، بحسب ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق. وقال الجهاز، في بيان مقتضب، إن "طائرة مسيرة مفخخة استهدفت قاعدة للتحالف الدولي داخل مطار أربيل الدولي"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
التصعيد ضد القواعد الأميركية سيشمل سورية أيضاً
الخبير في الشأن الأمني العراقي، سعد العبيدي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "التصعيد في العراق يأخذ منحى أكثر خطورة من الجانبين، وهذا نابع من استمرار العدوان الصهيوني على غزة".
وأضاف العبيدي أن التصعيد في سورية أيضا سيكون ضمن مناطق "قسد" التي تتواجد فيها القوات الأميركية في ثلاثة مواقع تقع ضمن مديات صواريخ وطائرات الفصائل العراقية، وهو ما يعني أن الرد الأميركي أيضا سيكون على مواقع الفصائل داخل البو كمال والمدائن ومناطق أخرى حدودية مع العراق.
واختارت فصائل "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، والأوفياء"، و"الإمام علي"، الانضواء في جبهة واحدة، أطلقت عليها يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "المقاومة الإسلامية في العراق"، تبنت إلى غاية الآن أكثر من 100 عملية ضد الوجود الأميركي في العراق والأراضي السورية المجاورة.
ومع القصف الأميركي يوم أمس على مواقع تلك الفصائل، يكون عدد ما أعلن عن مقتله من عناصرها هو 14 عنصرا، إلى جانب أكثر من 30 جريحا، وفقاً لبيانات صدرت عن الجماعة.