استمع إلى الملخص
- تصريحات كلينتون تضمنت تبريرات مثيرة للجدل حول العنف في الشرق الأوسط، بينما تساءل أوباما عن سبب دعم المسلمين لترامب، مما أثار انتقادات واسعة.
- في ولاية ميشيغن، تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب النسب بين هاريس وترامب، مما يجعل الصوت العربي والمسلم حاسماً، حيث يبلغ عددهم أكثر من 320 ألف ناخب.
في محاولة أخيرة لجذب الناخبين العرب قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، خاطب رؤساء أميركيون سابقون، الناخبين العرب والمسلمين، تخوفاً من تأييدهم الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ وجه بيل كلينتون وباراك أوباما رسائلهم للعرب والمسلمين، داعين إياهم للتصويت إلى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، غير أن رسائلهم لاقت هجوماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وحملت كلمة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الصلف الذي يتعامل به الديمقراطيون مع الصوت العربي، وقال في تجمع انتخابي، الأربعاء، لدعم كامالا هاريس بولاية ميشيغن: "عندما أقرأ أن الناس في هذه الولاية لن يصوتوا لأنهم غاضبون من إدارة بايدن. هذا خطأ من جانبهم. وكامالا هاريس قالت إنها ستحاول التفاوض على إنهاء العنف والقتل، ويجب أن يكون ذلك كافياً".
وأضاف أنه "يتفهم غضب الشباب الفلسطيني والعربي في ميشيغن من قتل الكثير من الناس"، لكنه استدرك بأن السبب في ذلك حماس التي "تحتمي بالمدنيين مما يدفعك لقتلهم إذا كنت تريد الدفاع عن نفسك"، في تبرير لقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال بحجة "الدفاع عن النفس"، متجاهلاً القوانين الدولية التي تجرم قتل المدنيين. كما اعتبر أن إسرائيل موجودة قبل حماس، متجاهلاً مسلمة تاريخية بأن حركات المقاومة تنشأ بفعل الاحتلال وممارساته.
لم يكن كلينتون فقط، الذي تعامل مع الناخب العربي بنظرة فوقية، إذ قال الرئيس باراك أوباما كذلك، منذ يومين في تجمع انتخابي لدعم المرشحة الديمقراطية "إذا كنت مسلماً أميركياً وأنت غاضب مما يحدث في الشرق الأوسط لماذا تصدق شخصاً حظر دخول المسلمين لأميركا، وهو يكرر أنكم لست جزءاً من المجتمع الأميركي".
ولاقت تصريحات كلينتون وأوباما هجوماً من الآلاف على منصة إكس، إذ قال شخص يدعى بريم: "إذا رغب الديمقراطيون في الفوز فلن تنفعهم رسائل كلينتون أو بايدن، وعليهم التركيز على خطاب ترامب وفضائحه وهجومه على المواطنين في بورتريكو"، فيما علق شخص آخر يدعى ليام قائلاً: "تعليقات كلينتون عنصرية واستعمارية ومؤيدة للإبادة الجماعية".
من جانبه، قال الصحافي الأميركي مهدي حسن: "بينما يتجول ترامب مخبراً مسلمي ميشيغن أنه سينهي الحرب وأنه مؤيد للسلام، يرسل الديمقراطيون بيل كلينتون لإلقاء محاضرة على مسلمي ميشيغن يقول إن ذبح إسرائيل الأطفال وقتلها المدنيين الذين يحملون أعلاماً بيضاء هو خطأ حماس... سواء انتهى الأمر بهم إلى خسارة ميشيغن أم لا؛ الديمقراطيون يستحقون خسارتها".
كما علقت آية حجازي، على تصريحات أوباما بشكل ساخر قائلة: "أنت على حق يا أوباما، دعنا ندعم الرئيس الذي يرتكب إبادة جماعية بحق إخواننا في فلسطين ولبنان. فهذا أفضل كثيراً من حظر دخول المسلمين".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي في ولاية ميشيغن إلى تقارب النسب بين هاريس وترامب، ومن المتوقع أن يؤثر التصويت العربي بشكل كبير على النتائج في هذه الولاية المتأرجحة، ويبلغ عدد الناخبين العرب والمسلمين بها أكثر من 320 ألف ناخب، فيما كان قد فاز ترامب بهذه الولاية في 2016 بـ11 ألف ناخب فقط، أما بايدن ففاز بها بفارق 120 ألف صوت في 2020، وذلك بفضل انحياز الصوت للعربي للديمقراطيين آنذاك.