غزة متيقنة: "حزب الله" سيردّ

20 يناير 2015
قياديو غزة: "حزب الله" سيردّ (جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -
في غزة، انشغل الفلسطينيون بموضوع اغتيال قادة "حزب الله" اللبناني في الجزء المُحرّر من الجولان السوري المحتل. وكانت العملية، التي أدانتها جميع قوى المقاومة، فرصة لحركة "حماس"، لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع "حزب الله"، بعد أن بدأ الطرفان يتقاربان مجدداً.

وشهدت الحادثة، إدانة فلسطينية جماعية، وتوقعات بأنّ يرد "حزب الله" على الاعتداء. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي، نصيب الأسد في النقاشات الفلسطينية حول الحادثة، وأبعادها وتداعياتها وتأثيراتها، وما إذا كانت الأوضاع ستتدحرج وتتحول إلى عدوان وحرب. وبدت الفصائل الفلسطينية على ثقة، هذه المرة، أكثر من أي وقت مضى، من أنّ "حزب الله" سيرد على الاعتداء الإسرائيلي، قياساً على حجم القادة الذين اغتالتهم المروحيات الإسرائيلية، وحاجة الحزب إلى ردّ.

ويؤكد القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "ما قام به الاحتلال تصعيد خطير واستهداف للمقاومة، وجريمة نكراء جبانة". وأشار إلى أنّ "الاغتيال جاء في سياق محاولات العدو رفع الروح المعنوية لجمهوره وجيشه، المنهارة في حرب غزة، وإعادة ترميم نفسياتهم المدمرة". وذكر رضوان، أنّ "هذه الجريمة يجب ألّا تمرّ من دون حساب"، مؤكداً ثقته في "المقاومة وقدرتها على تسديد ضرباتها للاحتلال الإسرائيلي، حتى يتعلم أنّ كل جريمة سيتم الرد عليها، وأنّ أي جريمة لن تمر".

ويشدد على أنّ "المطلوب من قوى المقاومة، أنّ تكون على جهوزية تامة لأي عدوان جديد أو تصعيد خطير على الساحة، قد تتسبب فيه الصراعات والمزايدات الانتخابية الداخلية في الكيان". وشدد على أن "الاحتلال لا يروق له الاستقرار والهدوء".

ويلفت إلى أنّ "المقاومة لا تستبعد أي تصعيد خطير على الساحة اللبنانية أو السورية مع فلسطين المحتلة، وكذلك في أي ساحة من الساحات، لأنّ الاحتلال طبيعته الغدر والعدوان، وفي ظلّ حمّى الانتخابات الداخلية بات كل شيء متوقعاً".

أما القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب، فيؤكد في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ "المقاومة في لبنان وفلسطين، سيُفشّلان أي عدوان إسرائيلي، وستفشل كل خطط إعادة الهيبة للجيش، الذي انهارت قواه الكبيرة على تخوم غزة وعلى حدوده".

ويصف حبيب، حادثة الاغتيال بأنها "جريمة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهي تؤكد على الطبيعة الإجرامية للعدو"، داعياً إلى "ضرورة الردّ على هذا العدوان بقوة".

وعلى الرغم من استبعاد القيادي في "الجهاد"، شنّ إسرائيل حرباً على لبنان، نتيجة للصراعات الانتخابية الحزبية، إلا أنه اعتبر الحادثة جزءاً من "الدعاية الانتخابية لحزب الليكود، لأنّ رئيس الحزب والحكومة بنيامين نتنياهو، يريد الظهور بمظهر القائد القوي والأقدر على حماية أمن الكيان".

ولفت حبيب إلى أنّ "المقاومة الفلسطينية واللبنانية توأمان في التصدي للمشروع الصهيوني، والدفاع عن الأمة، وكل ما يمسّ المقاومة في لبنان يمسّ المقاومة الفلسطينية في الصميم"، وذلك في رد على سؤال حول ما إذا كان قطاع غزة سيُشارك في التصدّي لأي عدوان محتمل على لبنان.

من جهته، يعتبر القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ذو الفقار سويرجو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاغتيال محاولة من نتنياهو وحكومته المتطرفة، لإعادة الاعتبار لهيبة الجيش الإسرائيلي ودولة الاحتلال، كردّ على خطاب السيد حسن نصر الله الأخير".

ويلفت سويرجو، إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يظن أنّ الاغتيال سيمر من دون ردة فعل، سواء من سورية أو حزب الله، وهذا وهم". وجزم بأنّ "السحر سينقلب على الساحر، والثمن الذي سيدفعه العدو، سيكون باهظاً، وحزب الله لن يسكت".

ورأى أنّ "نتنياهو الذي خرج مهزوماً من العدوان على غزة، سيكون أحمق وغبياً إن حاول تكرار سيناريو غزة في لبنان، لأن نهايته السياسية ستكون في الحرب". غير أنه لا يستبعد أن "يقع نتنياهو في حماقة كبيرة، سيكسر معها الهيبة الإسرائيلية إلى الأبد".

في السياق، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، عدنان أبوعامر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "سيكون من الصعب أن يمر حزب الله، مرور الكرام على الخسارة الفادحة التي ألمّت به"، لافتاً إلى أنّ "تفكير الحزب وارتباطاته الإقليمية، ستدفعه إلى الرد".

ويعتقد أبوعامر، أنّ "النقاش الذي دار ويدور في بيروت وطهران ودمشق وتل أبيب، سينصبّ حول مكان وحجم وطبيعة الرد، وليس هل سيكون ردا أم لا، لأنّ الاغتيال لا يتعلق بشخصية ثانوية في حزب الله، وإنما بجملة من القادة الميدانيين العسكريين، وبعضهم من الصف الأول".

واعتبر أنّ "نتنياهو لا يستطيع المغامرة بقرار الاغتيال، من دون أن يكون هناك توافق داخلي إسرائيلي على الحادثة، خصوصاً إذا ما كانت نتائجه وخيمة على المستوى الإسرائيلي". وتوقع أن "يكون قرار الاغتيال، حظيَ بالإجماع لدى كل المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب". وعن دوافع العملية، يرى أبوعامر، أن "إسرائيل قد تكون اعتقدت أنها وجدت فرصة لا تتكرر، من أجل اصطياد رؤوس من العيار الثقيل، في محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض".
المساهمون