غزة تهتز على وقع تفجيرات منازل قيادات "فتح"

08 نوفمبر 2014
6E1334DA-1AA7-4151-B80E-0D20576DBDEE
+ الخط -

بعدما غابت التفجيرات الداخلية لسنوات عن قطاع غزة وعمّ الاستقرار الأمني فيه، عادت فجر الجمعة، عبر استهداف منظم ومخطط له. المستهدفون هذه المرة، قيادات بارزة في حركة "فتح"، والمستفيدون من التفجيرات وآثارها كُثر، لكن الـ"كثر" أيضاً، هم من يريدون لغزة أن تعود لحالة من عدم الاستقرار الأمني، مع زيادة الخناق عليها والمماطلة في إعمارها وإنعاشها.

هزّت الانفجارات التي بدت صناعتها محلية وذات تأثير محدود، منازل قيادات في حركة "فتح"، معروفين بانتمائهم لتيار الرئيس محمود عباس، ومواجهتهم التيار الآخر، الذي يقوده القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان.

غربي مدينة غزة، هزّ أول الانفجارات منصة مهرجان استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأدى الانفجار إلى تساقط بعض الدعامات التي تحمل المنصة، فيما طاولت انفجارات بدت وكأنها متزامنة في التوقيت، منازل محافظ غزة والقيادي الفتحاوي عبد الله الافرنجي، والنائب فيصل أبو شهلا، وأبو جودة النحال، والناطق باسم الحركة فايز أبو عيطة، وعبد الرحمن حمد، وعبد الله أبو سمهدانة، وجمال عبيد، وزياد مطر، وعبد الجواد زيادة، وشريف أبو وطفة.

ونددت الهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في القطاع، بما تعرضت له منازل قيادات الحركة وكوادرها، واعتبرت أن التفجيرات "تُشكّل سابقة خطيرة، خارجة عن قيم شعبنا ومستهجنة ومرفوضة، ولا يمكن السكوت تجاهها".

وأكّدت الحركة، التي تستعد للاحتفال بذكرى الراحل عرفات يوم الثلاثاء المقبل، أنها "لن تسمح بالمساس بقياداتها وكوادرها وأبنائها". وأشارت إلى أنه "لا يعقل أن توجه رسائل التهديد لقيادات وكوادر الحركة والقيام بتفجير بوابات منازلهم وممتلكاتهم وترويع الآمنين، بتفجيرات هزت أركان محافظتي غزة والشمال".

ولفت بيان "فتح"، إلى أن "التفجيرات كانت متتالية ومتزامنة"، وهو ما يشير إلى أنها عمل مخطط له ومؤشر واضح على أن هناك من يريد أن يربك الساحة الوطنية في قطاع غزة، ويشعل نار الفتنة والتمزق بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من أن "فتح" غزة لم تتهم حركة "حماس"، التي لا تزال تسيطر أمنياً على القطاع، بالمسؤولية عما جرى تجاه قياداتها وعناصرها، إلا أن ناطقين باسم الحركة من الضفة الغربية سارعوا إلى اتهام "حماس" بالمسؤولية عن التفجيرات.

أما "حماس" التي تقول إنها غير متهمة نهائياً بالحادث، فأدانت على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم استهداف منازل قيادات حركة "فتح". ودعا برهوم إلى مباشرة الأجهزة الأمنية للتحقيقات وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وقال مصدر أمني في غزة، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "وزارة الداخلية استنفرت أجهزتها الأمنية، وخصوصاً جهازي المباحث والأمن الداخلي، لكشف خيوط الجريمة". وأشار إلى أن "التحقيقات لا تزال في البداية لكنها ستخرج للعلن حال انتهائها".

وينفي المصدر الأمني صحة البيانات التي وجدت في بعض المناطق المستهدفة، والتي تشير إلى تبني "داعش" للحادثة، مؤكداً أن غزة "تخلو من داعش ومن معها، وأن من وضع هذه البيانات يريد التمويه على فعلته وإرباك التحقيقات".

وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم، تشكيل لجنة تحقيق من كافة الأجهزة الأمنية المختصة، للوقوف على حيثيات ما جرى والوصول للفاعلين. وأكد في ذات الوقت، أنهم لن يسمحوا "بعودة الصراعات الداخلية والفوضى والفلتان لقطاع غزة".

كذلك ألغى رئيس حكومة الوفاق الوطني، رامي الحمد الله، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس ملف المصالحة في حركة "فتح" عزام الأحمد، وقيادات في اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، زيارة كان يفترض أن يبدأوها، اليوم السبت، إلى غزة.

وذكرت حكومة الوفاق في بيان، أن "سبب تأجيل الزيارة يعود إلى التطورات الأمنية الأخيرة في القطاع، بعد قيام مجموعات إجرامية بتفجير منازل وممتلكات عدد من قياديي حركة فتح في قطاع غزة بعبوات ناسفة".
وأدانت جميع الفصائل الفلسطينية الحادثة واعتبرتها تهديداً لمشروع المصالحة الوطنية، وتداعت القوى إلى لقاء وطني في مكتب "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" لبحث الحادث. وأبدت حركة "فتح" إصرارها على موعد مهرجان عرفات، وأعلنت أنها "لن تسمح بإلغائه مهما كلف الأمر".

ذات صلة

الصورة
سجن دامون من سجون الاحتلال الإسرائيلي (فيسبوك)

سياسة

أصدرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، الاثنين، تقريراً يسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
الصورة
صلاة الجمعة في جامع الجزائر اليوم (فيسبوك)

سياسة

أدى عشرات الآلاف من المصلين في مدينة تعز اليمنية وفي مدن موريتانية، اليوم الجمعة، صلاة الجنازة على روح الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
الصورة

سياسة

ووري رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية الثرى في قطر، اليوم الجمعة، بعد جنازة شعبية ورسمية شهدت حضور مسؤولين من عدة دول.
الصورة
المبنى الذي كان فيه هنية لحظة اغتياله في طهران 1/8/2024 (صورة متداولة على تليغرام نشرتها نيويورك تايمز)

سياسة

قالت "نيويورك تايمز" إن اغتيال إسماعيل هنية تمّ عبر عبوة ناسفة جرى تهريبها ودسّها قبل نحو شهرين داخل مضافة "الحرس الثوري" حيث كان يقيم في طهران
المساهمون