انطلقت عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، مناورات "الركن الرشيد" التي تنظمها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهي الأولى من نوعها، والتي تهدف إلى تعزيز القدرات لمواجهة التحديات وخاصة التهديدات الإسرائيلية المتكررة بالعدوان على القطاع.
ويشارك 12 جناحاً عسكرياً فلسطينياً في المناورة التي تستمر لساعات، وأبرزها "كتائب القسام" الذراع العسكرية لـ"حماس"، و"سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"الجهاد الإسلامي"، والذراعان العسكريان لـلجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية"، وأطر عسكرية محسوبة على حركة "فتح"، وآخرون.
وعند الإعلان عن انطلاق المناورات رسمياً، أطلقت المقاومة رشقات صاروخية متعددة تجاه بحر غزة، في إطار تطوير قدراتها، وبالتزامن شوهدت طائرات مسيرة، محلية الصنع، تتبع للمقاومة تحلق في أجواء منطقة المناورات الرئيسية وقبالة بحر غزة.
وانتشر مقاومون من وحدات قتالية مختلفة في مناطق متفرقة من القطاع وخاصة على الشريط الساحلي، بالتزامن مع مناورة بحرية ضمن المناورة الكبرى ستجريها المقاومة.
وأعلن متحدث عسكري باسم الغرفة المشتركة، في مؤتمر صحافي قبيل انطلاق المناورات، أنّها دفاعية وتأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن الشعب الفلسطيني في كل الأحوال وتحت كافة الظروف، مؤكداً أنّ قيادة المقاومة "جاهزة لخوض أية معركة للدفاع عن شعبنا وأرضنا، ولن نقبل بأن يتغول العدو على أهلنا".
وقال المتحدث العسكري الذي غطى رأسه بالكوفية الفلسطينية، إنّ "سلاحنا حاضر وقرارنا موحد في خوض أية مواجهة تُفرض على شعبنا في أي زمان ومكان بإذن الله تعالى"، ووجه حديثه إلى قيادة الاحتلال الإسرائيلي بأنّ عليها أنّ تدرك بأن مجرد التفكير في مغامرة ضد الشعب الفلسطيني ستواجه بكل قوة ووحدة وستحمل الكثير من المفاجآت.
وشدد على أنّ "المناورات المشتركة تعبر بوضوح عن القرار المشترك ووحدة الحال بين أجنحة فصائل المقاومة بكافة أطيافها، فسنواتٌ طويلةٌ من النضال والقتال ضد هذا العدو أنضجت تجربةً فريدةً للمقاومة وجعلتها تقف على أرض صلبة، وتتكاتف في خندق واحد في الدفاع عن شعبنا، ورسم قواعد قتالها واشتباكها مع العدو بشكل موحد بكل حكمة وإرادة واقتدار".
ولفت المتحدث باسم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إلى أنّ المقاومة الفلسطينية في حالة دائمة من التطور في تكتيكاتها وأدواته وإدارتها للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أنّ المقاومة "أقوى وأصلب وأكثر قدرة على مواجهة الاحتلال وردعه وإيلامه".
وشن المتحدث العسكري هجوماً على المطبعين العرب، ووصفهم بأذناب الاحتلال، وقال إنّ مصيرهم "مزابل التاريخ"، مؤكداً في ذات الوقت أنّ "اتفاقيات العار وحفلات التطبيع الخائبة لن تغير شيئاً على الأرض".
واستبقت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حركة حماس، المناورات بإعلان إغلاق البحر أمام الصيادين والمصطافين بشكل كامل، وإغلاق مناطق محددة من الشريط الساحلي، وإخلاء عدد من المقار الأمنية والشرطية.