غانتس يدعو إلى انتخابات مبكرة للكنيست الإسرائيلي.. و"الليكود" يرفض

غانتس يدعو إلى انتخابات مبكرة للكنيست الإسرائيلي.. و"الليكود" يرفض

03 ابريل 2024
تطالب العديد من الأصوات غانتس بالاستقالة من الحكومة (درو أنغرر/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بيني غانتس، رئيس حزب المعسكر الرسمي ووزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، دعا لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية لتجرى في سبتمبر/أيلول، معتبراً أن ذلك سيعزز الوحدة ويمنع الانقسام بين الإسرائيليين.
- حزب الليكود رفض الاقتراح، معتبراً أن إجراء الانتخابات في هذا التوقيت سيؤدي إلى شلل وانقسام، بينما غانتس يؤكد على أهمية الوحدة والتعاون ويعبر عن تعاطفه مع عائلات المخطوفين في غزة.
- غانتس يرى أن الوقت قد حان للعودة إلى المعارضة، مستشهداً بارتفاع أسهمه في استطلاعات الرأي والخلافات مع نتنياهو، معتبراً أن تحديد موعد متفق عليه للانتخابات سيجدد الثقة بين الحكومة والشعب.

دعا رئيس حزب المعسكر الرسمي، الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) بيني غانتس، اليوم الأربعاء، إلى تقديم موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست الإسرائيلي، وإجرائها في سبتمبر/أيلول المقبل، في وقت ردّ حزب الليكود بالرفض.

وأدلى غانتس بتصريحات لوسائل الإعلام مساء اليوم، في غرفة كتلته البرلمانية في الكنيست، قائلاً إن تحديد موعد متّفق عليه للانتخابات سيتيح الاستمرار في الحرب، "وسيمنع الصدع في صفوف الشعب".

ونقل موقع واينت العبري عن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى، لم يسمّهم، قولهم إن غانتس اقترح في الأسبوعين الأخيرين موعداً يتم الاتفاق عليه لإجراء انتخابات برلمانية، مقابل التوصل إلى تسوية بشأن قانون إعفاء اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم) من الخدمة العسكرية، إلا أن الليكود رفض ذلك، فيما أنكر حزب غانتس وجود توجه من هذا النوع. ويشار إلى أن "الحريديم" يرغبون في سنّ قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية، فيما ترفض معظم شرائح المجتمع الإسرائيلي الأخرى، بينهم غانتس، هذا التوجه.

وقال غانتس في تصريحاته: "في هذا الوقت بالذات، ومع كل المصاعب، علينا بذل جهد والحفاظ على وحدتنا. لا ينبغي أن نضع الخلافات جانباً، بل أن نديرها بطريقة تسمح لنا بمواصلة القتال معاً. إن ما يحدث في أروقة الحكومة وفي الشوارع أمر خطير ويجب إيقافه. ممنوع التصرف دون إبداء حساسية تجاه عائلات المخطوفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وكان من الصواب الاستجابة لطلبهم إلغاء عطلة الكنيست".

وفي ظل الجدل الإسرائيلي، قال غانتس: "ممنوع إجراء مقارنات بين المتظاهرين وكارهينا. يجب تدمير كارهينا، ويجب الاستماع إلى إخواننا". وخاطب أهالي المختطفين قائلاً: "أحني رأسي لعدم إعادتهم إلى ديارهم بعد. ويجب على رئيس الوزراء التحدث بوضوح عن هذه القضية، ودعم العائلات، والتأكد من معاملة جميع أعضاء الائتلاف لهم بشكل مناسب".

وتابع غانتس: "أنا وأصدقائي لن نجلس في حكومة لا تعمل حقاً على إعادة المختطفين. إن رغبتنا في إعادتهم إلى ديارهم ليست نقطة ضعف، بل مصدر قوة. عندما نخوض حرباً معقّدة وطويلة إلى هذا الحدّ، يجب أن ننظر إلى الصورة الواسعة، ولدينا تحديات كثيرة بشكل عام، وفي هذه الأيام بشكل خاص".

وأضاف: "على الجمهور أن يعلم أننا سنعود قريباً ونطلب ثقته (من خلال الانتخابات)، وأننا لن نتجاهل كارثة 7 أكتوبر وما سبقها. ولهذا يجب أن نصل إلى موعد متّفق عليه للانتخابات خلال شهر سبتمبر، عشية سنة من عمر الحرب".

واعتبر غانتس أن "مثل هذا الموعد المتّفق عليه للانتخابات سيتيح لنا الوقت لمواصلة الجهود الأمنية، كما سيسمح لمواطني إسرائيل بمعرفة أننا سنجدد الثقة بيننا قريباً. وهذا سيمنع حدوث صدع في صفوف الشعب".

وكان غانتس قد انضم إلى حكومة الطوارئ التي قامت منذ بداية الحرب، لأخذ دور في إدارتها. واحتاج بنيامين نتنياهو إلى شركاء من خصومه السياسيين في الحكومة، لتحمّل أعباء الحرب وإخفاقاتها معه، في حين انضم غانتس للعب دور القائد الذي ينحّي الخلافات السياسية جانباً، ويوحّد الصف الإسرائيلي عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مع هذا، بقيت الخلافات السياسية حاضرة، وفيما ارتفعت أسهم غانتس في استطلاعات الرأي، حاول نتنياهو تهميشه في بعض القرارات.

ووجود غانتس في الحكومة أخّر عودة المظاهرات المناهضة لها التي سبقت السابع من أكتوبر، إلى الشوارع، والتي عادت بقوة في الأيام الأخيرة، وربما بدأ غانتس يستشعر أن وقت العودة إلى المعارضة قد حان، خاصة في ظل مطالبته بمنح أولوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، الأمر الذي يبدو أنه يخالف توجهات نتنياهو وأولوياته.

وتُسمع في الفترة الأخيرة العديد من الأصوات التي تطالب غانتس بالاستقالة من الحكومة. وفي حال استقال بالفعل، فقد يقًصّر ذلك عمر الحرب التي يريدها نتنياهو أطول ما يكون.

ورد حزب الليكود على كلام غانتس الداعي إلى إجراء انتخابات، وقال: "في لحظة مصيرية لدولة إسرائيل وفي خضمّ الحرب، يجب على بيني غانتس التوقّف عن الانشغال بالسياسة التافهة لمجرد تفكك حزبه (في إشارة إلى انشقاق جدعون ساعر رئيس حزب أمل جديد عن كتلته). إجراء انتخابات الآن سيؤدي حتماً إلى شلل وانقسام، وإلحاق الضرر بالحرب في رفح، وإلحاق ضرر قاتل بفرص التوصل إلى صفقة رهائن. الحكومة ستستمر حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب".