أبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الثلاثاء، بأنّ احتمالات التصعيد على الحدود مع لبنان تتزايد، في أعقاب ما وصفه بـ"انتهاك صارخ للسيادة من قبل لبنان".
وأضاف غالانت أنّ "إيران تدفع حزب الله لعمل عسكري"، داعياً الأمم المتحدة لـ"الحذر والحفاظ على قدرتها على العمل بشكل مستقل في جنوب لبنان".
وجاء في بيان صادر عن مكتب غالانت، اليوم الثلاثاء، أنه التقى غوتيريس، الليلة الماضية، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، برفقة السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين.
وناقش غالانت وغوتيريس، بحسب البيان، "التهديدات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، وعلى رأسها تحركات إيران ضد إسرائيل من خلال تمويل وتسليح حزب الله وحماس ومنظمات أخرى".
وشدد غالانت خلال اللقاء على "تزايد احتمالات المواجهة على الحدود الشمالية، في أعقاب تحركات حزب الله التي تنتهك سيادة إسرائيل" على حد تعبيره.
واستعرض غالانت أمام الأمين العام للأمم المتحدة، وفق البيان، "التدخّل الإيراني المتزايد على الحدود مع لبنان وسورية وفي الضفة الغربية (المحتلة)"، مشدداً على أن "هناك أهمية للإدانة العلنية من قبل الأمم المتحدة لأعمال من هذا النوع".
وأصرّ غالانت على "الحاجة الملحّة للتدخل الفوري من قبل الأمم المتحدة، من أجل خفض التوتر، من خلال تعزيز حرية حركة قوات يونيفيل في المنطقة، والقيام بدورها على الحدود الشمالية"، كما استعرض أمام غوتيريس "انتشار مواقع لحزب الله على طول الحدود".
وتأتي تصريحات غالانت، في وقت توجد خلافات حول مسودة مشروع قرار يجدد عمل "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" (اليونيفيل)، تتعلق بـ"حرية تحرك قوات اليونيفيل".
وينتهي التفويض لمهام البعثة في نهاية الشهر الجاري، فيما من المفترض أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار، الأربعاء صباحاً بتوقيت نيويورك، بحسب برنامجه الرسمي.
وفي وقت سابق جرت نقاشات "محمومة" حول تجديد تفويض قوة اليونيفيل على الحدود، بحسب ما نقلته قناة "كان 11" الإسرائيلية قبل أيام، على غرار ما يحدث في أواخر شهر أغسطس/ آب من كل عام، لكنها اكتسبت هذه المرة خصوصية زائدة، بسبب ما وصفتها إسرائيل بـ"الاستفزازات المتصاعدة من قبل منظمة حزب الله على طول الخط الأزرق".
ونقلت القناة في حينه عن مصادر مطلعة لم تسمّها أن "الجانب الإسرائيلي حثّ في الأيام الأخيرة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على التطرق عند تجديد التفويض إلى قضية الحاويات التي وضعها حزب الله على الخط الأزرق، على أنها مواقع عسكرية للمنظمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
وتخشى إسرائيل أن أي تنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني أو أي جهة لبنانية أخرى، "من شأنه تقييد تحركات يونيفيل، المقيّدة أصلاً وقد يقود ذلك إلى عنف ضدها".
وتبرر إسرائيل مخاوفها بأنه في حال انحياز التفويض الجديد لمصلحة الجانب اللبناني في المسألتين المذكورتين (الحاويات وحرية حركة يونيفيل)، فإن دافعية حزب الله على مستوى "الاستفزازات" في منطقة الحدود ستزداد.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن "تجديد تفويض يونيفيل في العام الماضي أثار غضب حزب الله، بعدما اعتبره الجانب اللبناني منحازاً لمصلحة إسرائيل وأعطى مزيداً من حرية العمل لقوات اليونيفيل، لذا فإن لبنان يسعى الآن لمحاولة تصحيح ما حدث".
وكان غوتيريس قد قدم تقريره الدوري للمجلس، الشهر الماضي، حول تنفيذ القرار 1701 والذي تبناه مجلس الأمن الدولي عام 2006، ودعا فيه إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل و"حزب الله".
وتشهد المنطقة الحدودية تحركات من جانب "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، مما يزيد من حدة التوتر.
وأكد المستوى الأمني الإسرائيلي أخيراً أنه في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، لإزالة الخيمة التي نصبها "حزب الله قرب الحدود، فإن "إسرائيل ستعمل على إزالة الخيمة حتى لو أدى ذلك إلى التصعيد".
في المقابل، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي إقامة جدار على الحدود مع لبنان في قرية الغجر، رغم الاعتراض اللبناني الرسمي على ذلك.
في سياق آخر، عبّر غالانت خلال لقائه مع غوتيريس عن "تقديره" لجهود الأخير بشكل شخصي "من أجل حل قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة".