ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارات دوّت في ريف دمشق، فجر اليوم الأربعاء، جراء غارات جوية إسرائيلية جديدة على الأراضي السورية، فيما هاجمت مليشيات مقربة من إيران قاعدة الشدادي الأميركية في شرق سورية.
وقال المرصد السوري إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع ومستودعات تابعة للمليشيات المدعومة من إيران، في منطقة واقعة بين معضمية القلمون والقطيفة بريف دمشق، فيما حاولت الدفاعات الجوية السورية التصدي للغارات، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة بعد الغارات، "وسط معلومات مؤكدة عن سقوط قتلى".
ونعى موالون للنظام السوري شخصين قالوا إنهما قتلا جراء القصف الذي طاول منطقة السيدة زينب اليوم وهما "علي معركش" و"محمد غيث الأفغاني". ونشروا مقاطع فيديو قالوا إنها من أثار القصف الذي طاول المنطقة.
ووفق المرصد السوري، فإن المنطقة التي طاولها القصف الإسرائيلي تضم العديد من المقرات العسكرية ومستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله اللبناني.
في السياق، قال ناطق عسكري باسم قوات النظام السوري "في الساعة 3.10 بعد ظهر اليوم الأربعاء نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً بصاروخين من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي للعدوان وأسقطت أحد الصواريخ واقتصرت الخسائر على الماديات".
وذكرت شبكات محلية أن المعلومات الأولية تشير إلى أن القصف استهدف إحدى المزارع بالقرب من فندق الروضة بمنطقة السيدة زينب، جنوب شرق العاصمة دمشق
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القصف استهدف مواقع في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، حيث سمع دوي انفجارين عنيفين، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من أحد المواقع، فيما لم يتم التأكد من وجود خسائر بشرية.
وتنتشر في المنطقة مواقع تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، وأخرى تابعة للمليشيات المدعومة من إيران.
وفي الشأن، قال موقع "صوت العاصمة" المحلي، إن الموقع المستهدف عبارة عن منطقة قيد التجهيز لتكون فندقاً لزوار مقام السيدة زينب، مضيفاً أن الاستهداف دمّر مبنى قيد الإنشاء. وأضاف أن "المبنى الذي تعرض للقصف تستخدمه المليشيات الإيرانية لعمليات تسليم واستلام السلاح، وتخزين مؤقت لساعات فقط". وتابع: "شهدت المنطقة قبل ساعة من القصف تحركات وعمليات نقل للسلاح من قبل مجموعات تتبع لحزب الله اللبناني".
وتُعدّ منطقة السيدة زينب مركزاً رئيسياً للمليشيات المدعومة من إيران، نظراً لوجود مقام السيدة زينب فيها.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري في بيان إن القصف "استمرار لنهج الكيان الصهيوني العدواني وما هو إلا نتيجة للتعامي الدولي المخزي عن جرائم هذا الكيان، بما في ذلك عدوانه الوحشي المستمر منذ 47 يوماً على الشعب الفلسطيني في غزة، والذي حولها إلى مقبرة للأطفال".
وقال البيان إن سورية "تحذر مجدداً من أن مثل هذه الأفعال الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة يجب ألا تسمح للكيان الصهيوني بالإفلات من العقاب، كما تؤكد حقها الثابت في الدفاع عن سيادتها واستقلالها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي".
من جهة أخرى، تعرضت القاعدة الأميركية في منطقة الشدادي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، لهجوم بقذائف صاروخية مساء أمس الثلاثاء.
وأعلنت مليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق" أنها أطلقت صاروخين على القاعدة الأميركية في الشدادي بريف الحسكة، مشيرة إلى أنها "أصابت أهدافها بشكل مباشر". ولم ترد أي معلومات عما إذا كان الهجوم أسفر عن خسائر بشرية أو مادية.
من جهتها، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن "انفجارات متتالية وضخمة سُمعت في قاعدة مديرية حقول النفط بالجبسة في مدينة الشدادي، ناتجة عن استهداف أكثر من ثلاث طائرات مسيرة انتحارية للقاعدة المذكورة".
وفي سياق متصل، وصلت قافلة تضم أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية لقوات التحالف الدولي إلى قاعدته في "معمل غاز كونيكو" بريف ديرالزور الشمالي، وفق شبكات إخبارية محلية.
قصف تركي يستهدف مدينة رميلان شرقي سورية
من جانب آخر، قصفت طائرة تركية مسيرة سيارة في مدينة رميلان شرقي سورية، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن مسيرة تركية استهدفت، صباح اليوم الأربعاء، سيارة في منطقة رميلان بريف القامشلي، حيث دوى انفجار في المنطقة المستهدفة، وتصاعدت أعمدة الدخان، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى، فيما شهدت المنطقة استنفاراً أمنياً لـ"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" المسيطرة على المنطقة.
وفي وقت لاحق، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طائرات مسيّرة يرجح أنها تركية، قصفت في أوقات متفرقة ومناطق متفرقة سيارات تتبع للإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية الخاضع لسيطرة "قسد"، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وبحسب المصادر، فقد أدى الاستهداف إلى مقتل ثمانية أشخاص من كوادر الإدارة الذاتية، مضيفة أن السيارات المستهدفة هي في منطقة رميلان، وأخرى في قرية شورك على الطريق الواصل بين المالكية والقامشلي، وسيارة قرب محطة وقود في قرية تل معروف الخزنوي بناحية تل حميس، وسيارة في قرية تل عيد جنوب شرق القامشلي.
وأوضحت المصادر أن كلّ السيارات المستهدفة كانت من نوع جيب ويستقل كل منها شخصان على الأقل، وقد أدى الاستهداف إلى أضرار مادية في المحيط، في حين نقلت قوات الأمن وفرق تابعة لـ"قسد" السيارات المدمرة إلى مقار تابعة لها.
وفي جنوب البلاد، حاصر مسلحون محليون المركز الثقافي في مدينة إنخل بريف درعا الذي يعد مركزاً لجهاز أمن الدولة التابع للنظام السوري، مطالبين بالإفراج عن شاب معتقل لدى الجهاز.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن المسلحين منحوا قوات النظام مهلة ساعات معدودة للإفراج عن المعتقل، مهددين بالتصعيد في حال لم يحدث ذلك.