اتهمت عشائر عراقية، اليوم الإثنين، مليشيا الحشد الشعبي بقيامها بإعدام نازحين فارين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة صلاح الدين، وذلك بالتزامن مع فرار مئات الأسر إلى إقليم كردستان هرباً من تهديدات المليشيات.
وأكد شيوخ العشائر العربية في محافظة صلاح الدين أن مقاتلي الحشد اعتقلوا عشرات النازحين على أسس طائفية معروفة، وأعدموا عدداً منهم في بلدة طوز خورماتو (90 كم شرق تكريت)، مطالبين خلال مؤتمر صحفي عقدوه في محافظة كركوك بمنزل البرلمانية العراقية، أمل عمران، الحكومة الاتحادية والمحلية في محافظة صلاح الدين وقوات البشمركة الكردية والشرطة المحلية بحماية جميع النازحين إلى المحافظة.
ودعوا للإفراج الفوري عن الأشخاص الذين اعتقلوا بدون أوامر قضائية، مشددين على ضرورة الكشف عن الجهات المسلحة التي قتلت الأبرياء الذين اعتقلتهم مليشيا "الحشد الشعبي"، وفتح تحقيق بالجرائم التي طاولت النازحين.
وطالب شيوخ العشائر بتغيير قيادات الحشد في مدينة طوزخورماتو، مبدين استعدادهم للتطوع ضمن صفوف القوات الأمنية ومساندة الحكومة والجيش والشرطة.
كما دعا المجتمعون إلى حل المشاكل من خلال الحوار وليس بالاضطرابات، من خلال تشكيل قوة مشتركة لحفظ النظام بالبلدة لضمان عدم تكرار دخول المليشيات إليها.
ودفعت حملة الاغتيالات المنظمة التي تنفذها مليشيا "الحشد الشعبي" بحق نازحي الأنبار والموصل ومناطق أخرى، مئات الأسر النازحة إلى مغادرة المناطق التي نزحوا إليها في وقت سابق باتجاه إقليم كردستان.
وأكد المسؤول في شبكة دعم النازحين العراقيين عماد حسين لـ "العربي الجديد" وصول أكثر من 400 أسرة نازحة إلى بلدة سوران بمحافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان، مبيناً أن عدد الأسر التي نزحت إلى قرى وبلدات أطراف أربيل، تجاوز الألف خلال الأسبوع الماضي هرباً من بطش المليشيات ومعارك التحرير التي تخوضها القوات العراقية ومسلحو العشائر في محيط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وفي سياق متصل، بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع محافظ صلاح الدين رائد الجبوري إمكانية عودة النازحين إلى مناطقهم بأقرب وقت ممكن، ونقل مكتب رئيس الحكومة في بيان عن العبادي قوله "إن القوات الأمنية ومسلحي العشائر مطالبون بتعزيز الأمن ومسك الأرض لتسهيل عودة النازحين"، مبيناً أن عودة الأسر النازحة ستكون مكملة للانتصارات التي حققتها القوات العراقية باستعادة مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم "داعش"، والتي تضم أكبر مصفاة للنفط.
اقرأ أيضاً: الصحافة البريطانية تهاجم بلير: خالٍ من الإحساس بالمسؤولية