طهران تنسق بخصوص الجولة المقبلة من المفاوضات النووية وواشنطن متشائمة

01 يوليو 2022
تخت روانجي يدعو واشنطن للتصرف بواقعية (Atilgan Ozdil/ الأناضول)
+ الخط -

أكد مسؤول إيراني، الخميس، أنّ بلاده تواصل التنسيق مع الاتحاد الأوروبي بشأن عقد الجولة المقبلة لمفاوضات إحياء الاتفاق النووي، في حين تقول واشنطن إنّ فرص إحياء الاتفاق باتت أقل من قبل، وذلك بعد انتهاء مفاوضات الدوحة غير المباشرة من دون تحقيق نتيجة تذكر.

وقال المبعوث الإيراني الدائم في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، في تغريدة، إنه "بعد مفاوضات الدوحة، سننسق بشأن الجولة المقبلة للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً "فريقنا مستعد للتعامل البنّاء للتوصل إلى اتفاق. والاتفاق في المتناول إذا ما تصرفت أميركا بواقعية وكان لديها عزم جاد لتنفيذ تعهداتها".

وكان تخت روانجي قد قال أمس الخميس، في اجتماع لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 2231 المكمل للاتفاق النووي، إنّ بلاده طالبت الولايات المتحدة بـ"ضمانات ملموسة قابلة للتحقق، منها تضمن عدم نكوث أميركا مرة أخرى بتعهداتها".

وأوضح أنّ إيران "متعهدة بالدبلوماسية متعددة الأبعاد على أساس أن تكون نتيجتها تضمن إلغاء مؤثراً وقابلاً للتحقق لجميع العقوبات غير القانونية".

وكانت مفاوضات الدوحة غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي انعقدت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قد انتهت من دون تحقيق نتيجة.

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير، اليوم الجمعة، لوكالة "رويترز"، إنّ فرص إحياء الاتفاق النووي بعد مفاوضات الدوحة باتت "أقل" من قبل، مضيفاً أنّ أفق التوصل إلى اتفاق بعد مفاوضات الدوحة صار أسوأ من قبلها والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

واتهم المسؤول الأميركي طهران بطرح مطالب غامضة وإثارة ملفات كانت قد سُوّيت سابقاً.

وأمس الخميس، خرجت تصريحات متعددة، أممية ومن الدول الغربية، بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث تنفيذ القرار 2231 المكمل للاتفاق النووي والصادر عن المجلس عام 2015، فضلاً عن مباحثات هاتفية بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقال الرئيس الإيراني في مباحثاته مع أمير دولة قطر إنّ برنامج بلاده النووي "شفاف بالكامل ولم يخرج من مساره القانوني"، مضيفاً أنّ "طرح اتهامات ومزاعم مراراً وتكراراً ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال المفاوضات يعكس هدفهم السياسي منها".

وأكد رئيسي أنّ طهران "ترى أنّ العقوبات الأحادية ظالمة وغير قانونية وهي عازمة على الدفاع عن حقوقها"، مضيفاً أنّ "الجهود يجب أن تنصب على رفع كامل للعقوبات مع ضمانات لازمة".

وتابع الرئيس الإيراني، وفق ما أورده موقع الرئاسة، أنّ "الاتفاق المستدام يستدعي إلغاء العقوبات والتخلي عن المزاعم الباطلة من دون قيد أو شرط".

كما أكد وزير الخارجية الإيراني، في اتصاله مع نظيره القطري، "تصميم" بلاده على مواصلة المفاوضات حول برنامجها النووي، مضيفاً: "نحن مصمّمون على مواصلة المحادثات حتى يتم التوصل إلى اتفاق واقعي"، بحسب بيان للخارجية الإيرانية.

في الأثناء، حذر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي زار طهران قبل أسبوع تقريباً ومهدت زيارته لإطلاق مفاوضات الدوحة، من فشل المفاوضات النووية.

وقال بوريل، مساء الخميس، في تغريدة، إنه "بعد أكثر من عام على المفاوضات النووية، فإننا نجازف بعدم تجاوز خط النهاية"، مشدداً على ضرورة إبرام الاتفاق "في أسرع وقت ممكن وأن نعود إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي".

بدورها، ناشدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو، في جلسة مجلس الأمن، الولايات المتحدة رفع العقوبات وتمديد الإعفاءات المتعلقة بتجارة النفط مع إيران، فيما حثت في الوقت ذاته طهران وواشنطن على "التحرك بسرعة" والالتزام باستئناف التعاون في إطار "خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

كما دعت المسؤولة الأممية إيران إلى التراجع عن خطواتها الأخيرة التي لا تنسجم مع الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة ثلاث سنوات بعد ذلك في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

كما دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، طهران إلى وقف التصعيد و"معاودة التعاون الكامل" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداة عدم إحراز تقدم في المحادثات متعددة الأطراف في الدوحة.

من جهته، أعرب نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، عن استعداد الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي "بشكل كامل"، متهماً طهران بأنها هي "التي لم تبدِ حتى الآن أي حرص على إبرام اتفاق"، لافتاً إلى قلق واشنطن إزاء خطوات اتخذتها طهران تقوض مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المساهمون