في الوقت الذي دعا فيه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر، النائب السابق أحمد الطنطاوي، المصريين في الخارج إلى التوجه لسفارات وقنصليات مصر في جميع دول العالم وتحرير توكيلات لدعم ترشحه، أيام الجمعة والسبت والأحد، ووصفها بـ"أيام الأمل"، أكد مراقبون وحقوقيون وجود تضييق على عمل التوكيلات في الخارج، تشمل الطنطاوي والمرشحة المحتملة جميلة إسماعيل فقط.
ورصدت مؤسسة "دعم القانون والديمقراطية" رفض سفارة مصر في كوبنهاغن بالدنمارك، تسليم أحد المواطنين أصل التوكيل المحرر منه، مقدمة له صورة ضوئية فقط، بينما قامت سفارة مصر في الدوحة بتعطيل أنصار الطنطاوي بحجة إصلاح كابلات الإنترنت.
وكشف مصدر قضائي بارز، وعضو بمجلس الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن "الموقف القانوني الكامل" بالنسبة للتوكيلات الخاصة بالمصريين بالخارج، وكيفية الاعتداد بها في الانتخابات الرئاسية في 2024.
رامي شعث: القانون الذي يحدد ألف توكيل من كل محافظة متشدد
وأوضح المصدر أن القانون والدستور واللائحة المنظمة لتوكيلات المصريين بالخارج، صدر بها قرار داخلي من رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، تحكم آلية العمل بها لصالح المرشح الرئاسي، وتم تعميمها على كافة الأماكن المخصصة لعمل التوكيلات في الخارج.
توثيق التوكيل وفقاً لمكان المحافظة
وأضاف أن "القرار الصادر، بناء على نصوص القانون والدستور، حدد أن يتم توثيق التوكيل لمحرره وفقاً لما هو مقيد بالنسبة لهويته المثبتة في جواز السفر الخاص به والمثبت به محافظته (محل إقامته) في مصر".
وتابع أن "التوكيل لكي يكون صحيحاً، ويعتد به لصالح المرشح للانتخابات الرئاسية، لا بد أن يوثق المحافظة الخاصة بمحرره في التوكيل، وإذا لم يوثق التوكيل ذلك يتم استبعاده من قائمة التوكيلات الصحيحة للمرشح المحتمل للانتخابات".
وأضاف أنه "تم التنبيه على الجهات أن تلتزم أيضاً بهذه القواعد وأن تدون المحافظة المثبتة في هوية محرر التوكيل، وأنه في حالة رغبة محرر التوكيل في تغيير محل إقامته في التوكيل المحرر، فإن هناك قواعد محددة في ذلك، تستلزم في الأساس أخذ وثيقة رسمية من السفارة المصرية تفيد بتغيير محل إقامة محرر التوكيل عن المثبتة في هويته المقدمة لعمل التوكيل، وهذه حالات نادرة ومعقدة جداً لإجرائها وتستلزم وقتاً ومخاطبات للجهات المعنية في وزارة الداخلية المصرية لإثبات الأمر وتعديله".
وتابع المصدر أن "الاعتداد بالتوكيلات بالنسبة للمصريين في الخارج، يتم بذات الأمر الخاص بالمصريين في الداخل، أي أن التوكيلات الخاصة بالمصريين في الخارج تتم إضافتها إلى التوكيلات الخاصة بالمصريين في الداخل، وبذات الآلية الملزمة بالمحافظات".
وأوضح عضو مجلس الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية أن "هذا يعني الالتزام بعدد الألف توكيل في كل محافظة من المحافظات المطلوبة، البالغ عددها 15، أي أن التوكيل المحرر في الخارج يضاف إلى التوكيلات في الداخل في المحافظة ذاتها وفقاً للمثبت في التوكيل المحرر بالخارج".
حسام الحملاوي: هناك نية لمنع طنطاوي من استكمال عدد التوكيلات اللازمة للترشح
وأضاف أنه "لا يجوز أن يكمل المرشح توكيلاته بالنسبة للمصريين في الخارج في محافظة مختلفة عن المحافظة المثبتة في التوكيل المحرر بالخارج، لأن الهيئة الوطنية للانتخابات في هذه الحالة ستقوم باستبعاد التوكيل ما لم يكن مثبتاً به محافظة الإقامة". وأشار إلى أنه "لا يجوز أيضاً إكمال توكيلات محافظة مكان أخرى بالنسبة لتوكيلات المصريين في الخارج، وينطبق عليها ما هو مطبق بالنسبة لتوكيلات المصريين في الداخل".
تضييق في الداخل والخارج
وفي السياق، قال الناشط الحقوقي المصري المقيم بفرنسا، رامي شعث، لـ"العربي الجديد": "طبعاً هناك تضييق في كل مكان، في الداخل والخارج، ونحن في أول أيام جمع التوكيلات، بعثنا مواطنين إلى عدد من السفارات في الخارج، كاختبار، وتم رفض تحرير توكيلات لهم تماماً. ولكن بعد فضح ذلك، وإعلان هؤلاء المواطنين أن السفارات رفضت تحرير توكيلات لهم، تم فتح الباب قليلاً لعمل التوكيلات".
وأضاف شعث أن "الحديث عن التضييق بالخارج صحيح، والقانون الذي يشترط جمع 25 ألف توكيل من 15 محافظة، ويحدد ألف توكيل من كل محافظة، متشدد، وكان يكفي الـ25 ألف" توكيل.
وتابع: "للأسف بعض المحافظات التي تدعم الطنطاوي بقوة، وفيها معارضة قوية، مثل الإسكندرية والسويس والمنصورة، تم وقف عمل التوكيلات فيها بشكل كامل، لكن التوكيلات يتم تحريرها في الخارج، لأنه من الصعب أن تقفل السفارات في وجه المصريين المغتربين، إذ ستكون هناك تظاهرات أمام السفارات وفضائح".
وقال: "سيحاولون عدم السماح للطنطاوي بالحصول على 25 ألف توكيل، وإذا جمعها، سيقولون إنها من محافظات محددة أقل من 15 محافظة، وهذا مخالف للقانون، ويتم استبعاده من الانتخابات، وهذا جزء من التزوير لإرادة الشعب المصري والناخبين".
تجارب المصريين مع السفارات متفاوتة
بدوره، قال الباحث في العلوم السياسية، الدكتور حسام الحملاوي، لـ"العربي الجديد": "حسب معلوماتي، فإن تجارب المصريين في الخارج مع السفارات متفاوتة، مثل ما يحدث داخل مصر". وأضاف: "هناك أيام يتم فيها تحرير التوكيلات في دقائق معدودة، وأيام أخرى، يكون هناك تأخير وتسويف، والمماطلة بالطبع موجودة".
وبرأيه فإن "هناك نية لمنع طنطاوي من استكمال عدد التوكيلات اللازمة للترشح، وهي نية واضحة جداً، لكي يخرجوا في النهاية ليقولوا إنه لم يستطع جمع العدد المطلوب ليكمل الإجراءات" للترشح للانتخابات الرئاسية.