اتّهمت صحيفة "إسرائيل هيوم"، إحدى الصحف المقرّبة من معسكر اليمين في إسرائيل، وزير الخارجية يئير لبيد بتضليل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن حيال إعادة فتح قنصلية واشنطن في القدس المخصصة لخدمة الفلسطينيين، وعزت ذلك إلى ضعف التنسيق بين لبيد ورئيس الوزراء نفتالي بينت.
ونقلت الوزارة عن مصدر مطّلع قوله إن القضية تعود للأيام الأولى من عمر الحكومة الإسرائيلية الحالية، حين أعطى لبيد وعدًا أوليًّا لنظيره الأميركي بفسح المجال أمام إعادة القنصلية الأميركية، وطلب منه مهلة حتى تتمكن فيها الحكومة الحالية من تمرير الميزانية، وتاليًا تضمن استقرارها نسبيًّا بعد أن تشكّلت من ائتلاف واسع من الأحزاب بين اليمين والمركز بالإضافة إلى حزب عربي.
رغم ذلك، تقول مصادر الصحيفة إن مساعدي بينت باشروا التحرك في غضون شهر من نيل الحكومة الإسرائيلية الثقة لعرقلة تلك الخطوة، وقد عقد مستشار الأمن القومي إيال حالوتا، ومستشار بينت الخاص شمريت مئير، محادثات في البيت الأبيض حول هذا الشأن في أوائل أغسطس/ آب المنصرم، قبيل زيارة بينت، وأكدوا خلالها موقف الأخير الراقض من إقامة قنصلية أميركية للفلسطينيين في القدس، حتى في حال تمرير الميزانية، معتبرين أن ذلك "مسألة مبدأ" بالنسبة لبينت.
وتضيف المصادر أن المسؤولين الأميركيين فوجئوا بتغير الموقف الإسرائيلي، وأن "أحد أسباب إعلان بلينكن نيته إعادة فتح القنصلية الأسبوع الماضي، حينما كان لبيد إلى جانبه تحديدًا، ومع علمه برفض الحكومة الإسرائيلية للخطوة، هو أن هذا الأخير (لبيد) ضلّله في السابق".
وتشير الصحيفة، في هذا الصدد، إلى المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده بلينكن مع لبيد ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد أثناء زيارتهما المشتركة إلى واشنطن الأسبوع الماضي. ووضع بلينكن الخطوة في إطار "تعميق العلاقات مع الفلسطينيين"، رغم أنه تفادى تحديد معد زمنيّ لتدشينها على أرض الواقع.
ونفى لبيد أن يكون قد منح موافقة شفوية على إعادة فتح القنصلية، قائلًا إنه عارض الخطوة منذ اليوم الأول، ونفى كذلك أن تكون الإدارة الأميركية قد خططت لفتح القنصلية إذا فشلت الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ قرار حول المسألة.