يسود الهدوء، اليوم الجمعة، أرجاء قطاع غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار، بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي، الذي أسفر عن استشهاد وجرح المئات، وتدمير واسع في البنية التحتية.
وأفادت وكالة "الأناضول"، بأن الساعات الأولى، من صباح الجمعة، شهدت هدوءا ملحوظا، حيث لم تسجل أي غارات أو قصف مدفعي إسرائيلي، كما لم يُسجل إطلاق أي صواريخ من قبل الفصائل الفلسطينية باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني التزاما تاما بالهدنة.
وشهد قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ احتفالات واسعة بانتصار المقاومة.
فاتورة العدوان
وخلّف العدوان الإسرائيلي خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، والمنشآت السكنية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، والأراضي الزراعية، في غزة.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 232 فلسطينياً، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة.
ومن بين الإصابات، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 560 طفلاً، و380 سيدة، و91 مُسناً. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فقد أفضت الهجمات الإسرائيلية إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من مساكنهم، لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هرباً من القصف.
كذلك لجأ آخرون إلى بيوت أقربائهم في مناطق فلسطينية أخرى. ووفق إحصاءات حكومية، فقد تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 13 ألف أخرى تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل كلي، 205 منازل وشقق وأبراج سكنية، ومقرات 33 مؤسسة إعلامية، فضلاً عن أضرار بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة عند الساعة الثانية من فجر اليوم الجمعة، بينما خرج الفلسطينيون في مسيرات في مناطق مختلفة من القطاع باتجاه منازل ذوي الشهداء لمواساتهم و"الاحتفال بالانتصار وما حققته المقاومة من إنجازات" بعد 11 يوماً من الصمود.
وحتى الدقائق الأخيرة قبيل سريان الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ شهد القطاع إطلاق عدة رشقات صاروخية تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، رداً على العدوان الإسرائيلي الذي تواصل من خلال استهداف منازل بصواريخ من طائرات مسيّرة وإطلاق الطائرات الحربية صواريخ ارتجاجية على أراض زراعية.
وسمعت تكبيرات العيد عبر أبواق المساجد في القطاع احتفالاً، وخرج الآلاف قبل دقائق من الموعد المضروب لسريان الاتفاق في الشوارع للاطمئنان على أقاربهم وزيارة ذوي الشهداء وأطلقوا الألعاب النارية احتفالاً بما حققته المقاومة من إنجازات.
(الأناضول، العربي الجديد)