ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أنها تستعد بقوات كبيرة لتأمين وحراسة "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي ينوي المستوطنون واليمين الإسرائيلي تنظيمها الأسبوع القادم في البلدة القديمة من القدس المحتلة، في سياق ما يسمى إسرائيلياً بـ"يوم القدس" الذي ينظم سنوياً مع ذكرى حرب حزيران عام 67 واحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس.
ومن المقرر أن تشق المسيرة التي أقر وسمح بتنظيمها وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومر بارليف، باب العامود ثم أزقة البلدة القديمة وصولا إلى باحة "حائط البراق"، مع ما يرافقها عادة من رفع أعلام إسرائيلية وهتافات عنصرية، وأخرى تدعو لهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل الثالث".
وأشار تقرير نشره موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن شرطة الاحتلال أبلغت بارليف أمس أنها ستتمكن من تأمين المسيرة بما في ذلك خلال مرورها من باب العامود وباقي أزقة البلدية القديمة في الأحياء الإسلامية على الرغم من وجود معلومات عن احتمالية اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تستعد من خلال تجنيد آلاف عناصر الشرطة وجنود حرس الحدود لتشكيل حاجز يفصل بين المشاركين في المسيرة وبين الشبان الفلسطينيين. وأضافت أنها تلقت طلبات أخرى بالموافقة على تنظيم مسيرات مشابهة، ترفع فيها الأعلام الإسرائيلية في المدن التاريخية الساحلية التي يطلق عليها إسرائيليًا تعبير "المدن المختلطة" في إشارة إلى اللد والرملة وعكا وحيفا.
وتشهد هذه المدن في السنوات الأخيرة ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة قبل 17عاما، تكثيفا لعمليات الاستيطان اليهودي والتضييق على السكان الفلسطينيين الباقين فيها، عبر زيادة نشاط الاستيطان الديني اليهودي تحت مسمى "نويات توراتية" بدأت تنتقل للسكن في هذه المدن والاستيلاء على بيوت فيها، أو بتشجيع من بلديات هذه المدن عبر مخططات إسكان "لأزواج الشباب".
وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فإنها تتحسب من مساع لـ"حركة حماس" وفصائل فلسطينية، في محاولة إقحام فلسطينيي الداخل الفلسطيني في مواجهات في المدن التاريخية المذكورة، على غرار ما حدث خلال هبة مايو/ أيار في العام الماضي، مع إطلاق "حماس" معركة "سيف القدس"، وبفعل موجات الاحتجاج والتضامن في الداخل الفلسطيني مع سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها، إن الشرطة تستعد في "المدن المختلطة" لنشر قوات كبيرة لتجنب تكرار ما حدث في العام الماضي عندما انتشرت بقوات كبيرة في القدس المحتلة وأهملت هذه المدن.
محكمة إسرائيلية تسمح بأداء طقوس تلمودية في الأقصى
حاولت حكومة الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس التقليل من أهمية القرار الذي أصدرته محكمة الصلح الإسرائيلية وأجاز للمستوطنين اليهود أداء الصلاة التوراتية في باحات المسجد الأقصى.
ومع ترديد منظمات المستوطنين الدينية والمتطرفة وعلى رأسها جمعية "حنانو" التي تدافع عن المستوطنين وجنود الاحتلال عادة، تصريحات بأن القرار تاريخي، أصدرت "سكرتارية" الحكومة الإسرائيلية بيانا مقتضبا عممته مساء أمس على وسائل الإعلام الإسرائيلية ونشره موقع هيئة البث العامة "كان 11" وموقع "يديعوت أحرونوت" ووسائل الإعلام الأخرى.
ويدعي البيان أن قرار محكمة الصلح لا يأتي ضمن التخطيط لإجراء تغيير في الوضع القائم للمسجد الأقصى، وإن القرار ليس شاملا فيما يختص بحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، فيما أبلغت الحكومة أن النيابة العامة ستستأنف ضد قرار محكمة الصلح للمحكمة اللوائية.
وكان قاض في محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة ويدعى تسيون سهراني، قد ألغى قرار إبعاد ثلاثة مستوطنين أدوا صلوات يهودية وشعائر دينية في المسجد الأقصى، مدعيًا أنه يسمح للجميع بدخول الأقصى وأداء الشعائر الدينية.
وجاء قرار القاضي مستندًا إلى تصريح للمفتش العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي الذي زعم فيه أن شرطة الاحتلال تسمح لكافة السكان بمن فيهم قاطنو الضفة بالصلاة وتأدية الشعائر الدينية في الأقصى.