شبح ترامب يخيّم على قمة مجموعة السبع في إيطاليا

12 يونيو 2024
رجال أمن قرب المركز الإعلامي لقمة مجموعة السبع، 11 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تأثير سياسات دونالد ترامب وموقفه المتحفظ من المنظمات الدولية يثير قلق قادة مجموعة السبع، بينما يحاول جو بايدن تأكيد التزام الولايات المتحدة بالتحالفات الدولية ودعم أوكرانيا ضد روسيا، مما يعكس تبايناً في السياسة الخارجية الأمريكية.
- تسعى إدارة بايدن لإعادة بناء الثقة مع الحلفاء الأوروبيين وتعزيز التعاون الدولي، رغم الشكوك حول استمرارية هذا التوجه في ظل التقلبات السياسية الداخلية بالولايات المتحدة.
- إدارة بايدن تدفع بمشروع قانون لاستخدام أرباح الأصول الروسية المصادرة لدعم أوكرانيا، في محاولة لضمان استمرار المساعدات الأمريكية وتأمين التزاماتها الدولية ضد التقلبات السياسية المحتملة.

عندما يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في مجموعة السبع التي ستُعقد في إيطاليا هذا الأسبوع، سيخيّم شبح سلفه دونالد ترامب على لقاءاته مع القادة الحلفاء الذين لا يحتفظ غالبيتهم بذكريات جميلة عن الرئيس الجمهوري، إذ تشكّل الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني، مصدراً لشكوك كبيرة بين حلفاء أميركا واختباراً لمدى صلابة الديمقراطية في القوة الرائدة في العالم.

ويثير انتصار دونالد ترامب وعودة شعاره "أميركا أولاً" فضلاً عن ازدرائه المنظمات الدولية، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، قلق معظم قادة الدول الحاضرين في إيطاليا هذا الأسبوع. ويدرك بايدن ذلك جيداً ولا يتردّد في تكراره. 

 

وتنفّس الحلفاء الأوروبيون الرئيسيون الصعداء بعد فوز الديمقراطي في العام 2020، خصوصاً أنّه يعدّ مدافعاً متحمّساً عن دور الولايات المتحدة في العالم الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية. وتتناقض هذه الرؤية مع رؤية دونالد ترامب ونهجه المتقلب تجاه مجموعة السبع.

"كم من الوقت؟"

في كندا، انتقد رئيس الحكومة جاستن ترودو، لدى استضافته القمة في العام 2018، الرئيس الجمهوري ووصفه بأنه "غير أمين وضعيف". كذلك، غيّر ترامب رأيه وقرّر عدم الانضمام إلى البيان المشترك الذي يختتم تقليدياً هذه القمم. وتلت ذلك صورة انتشرت في جميع أنحاء العالم ظهرت فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متكئة على طاولة في مواجهة دونالد ترامب الجالس على كرسي وذراعاه متقاطعتان ونظرته ساخرة.

من جهته، روى جو بايدن، في مقابلته مع "تايم"، كواليس أول مشاركة له رئيساً في قمة مجموعة السبع في المملكة المتحدة في العام 2021. وقال: "قلت: أميركا عادت"، قبل أن يردّ عليه الرئيس إيمانويل ماكرون متسائلاً: "لكم من الوقت؟". وفي ظل الانتخابات الرئاسية الأميركية، يعود السؤال بقوة إلى هذه القمة في إيطاليا. فمن جهة، يبرز بايدن الذي تعهّد بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، والحفاظ على صلابة التحالفات الدولية في مواجهة أطماع بكين وموسكو. ومن جهة أخرى، يظهر ترامب الذي صرّح بأنّه "سيشجّع" روسيا "على فعل ما تريد" بدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي لا تدفع حصّتها من تكاليف الدفاع، والذي غالباً ما يمتدح الطغاة والمستبدّين. ويثير هذا الأمر القلق في أوروبا.

"حليف مجموعة السبع الذي لا يتزعزع"

ويبدو أنّ مجموعة السبع تريد حماية نفسها في مواجهة احتمال تحقيق ترامب فوزاً جديداً. ومن هذا المنطلق، تضغط إدارة بايدن خصوصاً على الدول الأعضاء للموافقة على مشروع أميركي يهدف إلى الحفاظ على المساعدات لأوكرانيا من الآن فصاعداً، وذلك باستخدام أرباح الأصول الروسية المصادرة. ويقضي مشروع القانون بأن تقدّم الولايات المتحدة مبلغاً قدره 50 مليار دولار على شكل قروض، ستُسدد بعد ذلك من خلال الفوائد على تلك الأصول. أمّا الهدف من وراء ذلك، فيتمثّل في تجنّب دفعات أصغر خلال فترة زمنية أطول، قد يلغيها ترامب لدى عودته إلى البيت الأبيض.

وقال مصدر مطّلع على المناقشات إنّ دول مجموعة السبع تأمل من خلال هذا الإجراء تفادي تراجع المساعدات المقدّمة لكييف. ووعد البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، بإصدار "إعلانات" بهذا الشأن خلال قمة مجموعة السبع. ويعدّ جو بايدن (81 عاماً) الرئيس الأكبر سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة، وقد جعله جدول أعماله المزدحم يتنقّل بين بلاده وأوروبا منذ الأسبوع الماضي. وقبل توجّهه إلى برينديزي الأربعاء، حضر بايدن في فرنسا احتفالات الذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء في النورماندي.

بالنسبة للخبراء السياسيين، سيوجّه بايدن الرسالة نفسها إلى مجموعة السبع كما في النورماندي، حيث أشار إلى أنّ ترامب يشكّل خطراً في الولايات المتحدة وخارجها. وقال بيتر لوج، أستاذ العلاقات العامّة في جامعة جورج واشنطن، لوكالة "فرانس برس"، إنّ الرئيس الديمقراطي حريص أيضاً على "أن يُظهر للحلفاء الأوروبيين أنّ الولايات المتحدة هي حليف راسخ". وأضاف: "سيتناقض هذا تماماً مع ترامب الذي أدانه القضاء، والذي لا يمكن الوثوق به".

(فرانس برس)

المساهمون