اعتقلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، ليلة السبت - الأحد، قياديين اثنين من تنظيم "حراس الدين" المبايع لتنظيم "قاعدة الجهاد" في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في خطوة ضمن سلسلة خطوات بدأتها الهيئة منذ أشهر لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة.
وقال مصدر من المحافظة فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد" إن جهاز الأمن العام التابع للهيئة اعتقل القياديين في حراس الدين أبو عبد الدرعاوي وأبو أحمد الدرعاوي واقتادهما إلى جهة مجهولة.
وأوضح أن مدينة إدلب تشهد استنفاراً للقوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام منذ يوم أمس السبت، وهناك نقاط تفتيش جوّالة لها في معظم أحياء المدينة.
وقبل أسبوعين اعتقلت الهيئة قيادياً في مجلس شورى التنظيم يحمل الجنسية السعودية، ويدعى أبو عبد الرحمن المكي من منزله في مدينة إدلب.
وتأتي هذه الاعتقالات بالتزامن مع الغارات التي تنفّذها طائرات مسيّرة أميركية وتستهدف قياديين في التنظيم والتنظيمات المتشددة المبايعة للقاعدة في إدلب.
وتبنى الجيش الأميركي، مساء الجمعة، عملية قتل قياديين في تنظيم حراس الدين في محافظة إدلب، عبر قصف نفّذته طائرة مسيّرة.
وقال الرائد بيث ريوردان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن الضربة تعد الأولى بطائرة من دون طيار، ينفذها الجيش الأميركي في سورية منذ منتصف سبتمبر / أيلول الماضي.
وقتلت الغارة المدعو أبو ذر المصري الذي شغل منصب الشرعي العام في التنظيم سابقاً، وأصبح بعد ذلك عضواً بمجلس الشورى، إضافة إلى أبو يوسف المغربي الذي شغل منصب الأمني العام في التنظيم.
وكانت هيئة تحرير الشام أطلقت في يوينو / حزيران الماضي عملية عسكرية ضد التنظيم “ في ريف إدلب الغربي تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من المقار العسكرية والأسلحة.
وفي حديث سابق مع "العربي الجديد"، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن الدغيم، إن "الهيئة تبرر هذه التصرفات بوصف هؤلاء الأشخاص بالمتطرفين المنتمين لتنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة يكرهه الشعب السوري وجاء بالويلات بالرغم من أنها بايعت القاعدة أساساً، لكن المهم بالنسبة لها أن تستغل الكراهية لحراس الدين في محاربته، ومحاولة تعويم نفسها محلياً عن طريق استهداف القادة التكفيريين أو المرتبطين بالقاعدة وداعش".
وأكّد الباحث أن "الهيئة تستغل ذلك للتقرب من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، وتوجّه رسائل للمجتمع الدولي بأنها شريك مهم في محاربة الإرهاب في محاولة لطرح نفسها كسلطة مستقبلية للمنطقة".