استمع إلى الملخص
- الاعتقالات تمت دون معرفة الأسباب الواضحة أو التهم الموجهة، مع تأكيدات على أن الضحايا مدنيون غير منتمين لأي جهة عسكرية أو سياسية، مما يسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل "قسد".
- تعليقات من صحافيين وناشطين تؤكد على الطبيعة الوحشية لهذه الجرائم وتصنيفها كعمليات إرهابية، مع المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وتزايد الدعوات للتحقيق والمحاسبة.
سلّمت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ليل الجمعة، جثة شاب قُتل تحت التعذيب بطريقة وحشية، من قبل مجموعة عسكرية تابعة لها في ريف محافظة دير الزور الشرقي، ضمن مناطق نفوذ قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، شرقي سورية.
وقال الناشط الإعلامي جميل الحسن، العامل لدى شبكة "العكيدات نيوز" (المهتمة بأخبار محافظة دير الزور وريفها)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات "قسد" سلّمت، مساء الجمعة، جثة الشاب علاء المحمد الميزر، وعليها آثار التعذيب بطريقة وحشية، وذلك بعد اعتقاله فجر الجمعة، أثناء مداهمة منزله في حي اللطوة ضمن بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية.
وأكد الحسن، أنّ الاعتقال جاء على خلفية مشاجرة بين الميزر وأحد جيرانه، حيث تم اقتياده إلى مقرّ عسكري لقوات "قسد" في قاعدة حقل العمر (النفطي) التي توجد فيها قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مشدداً على أنّ الميزر تعرّض للتعذيب لساعات طويلة، وتم تسليم جثته لذويه مساء الجمعة، وتظهر عليها آثار التعذيب، بالإضافة إلى ظهور آثار التشريح على الجثة، الأمر الذي يُرجح سرقة أعضاء من جثة الميزر، لافتاً إلى أنّ الميزر مدني ولا ينتمي لأي جهة عسكرية أو سياسية.
وأشار الحسن إلى أن قوات "قسد" سلّمت، يوم الأحد الماضي، جثمان الشاب علاء الدغمش، وذلك بعد اعتقال دام قرابة عشر ساعات، وتظهر على جسده آثار التعذيب والتشريح، موضحاً أنّ الدغمش اعتقل في بلدة درنچ شرقي محافظة دير الزور، من دون معرفة أسباب اعتقاله أو التهم الموجهة إليه، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
من جانبه، قال الصحافي السوري مؤيد اسكيف، على صفحته في منصة إكس: "صور صادمة قادمة من بلدة ذيبان في دير الزور للمدني علاء عيسى الميزر؛ حيث تبدو آثار التعذيب الوحشي على جسده، بعد مداهمة منزله واعتقاله من قبل مليشيا قسد الإرهابية ومن ثم قتله في مقر الاحتجاز، وتبدو على الجثة آثار خياطة توحي بعمليات استئصال للأعضاء".
صور صادمة قادمة من بلدة ذيبان في دير الزور للمدني علاء عيسى الميزر حيث تبدو آثار التعذيب الوحشي على جسده بعد مداهمة منزله واعتقاله من قبل ميليشيا قسد الإرهابية ومن ثم قتله في مقر الاحتجاز، وتبدو على الجثة آثار خياطة توحي بعمليات استئصال للأعضاء.
— Moayad Skaif - مؤيد اسكيف (@moayadskaif) June 14, 2024
علاء مدني وغير منتمي لأي فصيل أو…
وأوضح اسكيف، أنّ "علاء مدني وغير منتمٍ لأي فصيل أو أي جهة سياسية. ويعتبر مقتله على يد قسد عملية إرهابية وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. وكل من يتجاهل هذه الجريمة أو يقلل منها فهو متواطئ مع مرتكبيها الإرهابيين من الدواعش الصفر".
بدوره، نشر الصحافي السوري عقيل الحسن، مقطعاً مصوراً يظهر جثة الشاب علاء الميزر بعد تسليمها لذويه، قائلاً: "صور في غاية القسوة اطلعت عليها للشاب علاء عيسى الميزر، ابن بلدة ذيبان بريف دير الزور. هذا الشاب المدني اعتقلته مليشيات قسد قبل أيام وأعادته جثة هامدة تظهر عليها آثار التعذيب الوحشي"، موضحاً أنه "لا يمكن نشر الصورة لشدة قسوتها". وأشار إلى أنّ "هذه الجريمة مثل غيرها يجب ألا تمرّ بدون محاسبة".
وكانت قوات "قسد" قد سلّمت، منذ بداية العام الجاري 2024، جثث شبان قضوا تحت التعذيب في سجونها، معظمهم من أرياف محافظة دير الزور، شرقي سورية، البعض منهم وجهت إليهم تهم الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، بالرغم من عدم إثبات هذه التهم، والبعض الآخر قضوا تحت التعذيب من دون معرفة الأسباب الدافعة للاعتقال والقتل.