تجدد القصف التركي، صباح اليوم الإثنين، على مناطق تخضع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب، بينما قصف النظام السوري إدلب (شمالاً)، وسط حالة من الترقب في السويداء (جنوباً)، وجدل حول قرار فصيل محلي إطلاق سراح قائد "عصابة" تابعة لفروع أمن النظام.
وأفادت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، بأن الجيش التركي قصف بالمدفعية الثقيلة، صباح اليوم، مناطق في قرى حساجك ووحشية والشيخ عيسى وبينه في ريف حلب، من دون وقوع خسائر بشرية.
وذكرت المصادر أن القصف جاء عقب سقوط قذائف في محيط القاعدة العسكرية التركية في قرية كفرجنة شمالي حلب.
وفي وقت سابق أمس، تعرّض محيط القاعدة العسكرية التركية بقرية صندف في ناحية مارع شمالي حلب لقصف مدفعي وصاروخي من مناطق "قسد"، وردّ الجيش التركي بقصف على مواقع في قرية الشيخ عيسى.
وتشهد خطوط التماس بين مناطق النفوذ التركي ومناطق "قسد" والنظام السوري تصعيداً بشكل شبه يومي، أدى إلى خسائر بشرية من الطرفين.
من جانب آخر، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح اليوم، مقتل 3 عناصر من قوات النظام خلال الـ48 ساعة الماضية، بعمليات استهداف وقنص على محاور ريف حلب الغربي، من قبل فصائل المعارضة في غرفة عمليات "الفتح المبين".
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت، عند منتصف الليلة الماضية وصباح اليوم، مناطق في قرى الفطيرة وسفوهن وحرش بينين بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، من دون وقوع خسائر بشرية.
وتشهد محاور التماس في إدلب ومحيطها بشكل شبه يومي قصفاً من قوات النظام السوري ورداً من فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام"، ما أسفر عن خسائر بين الطرفين وفي صفوف المدنيين بسبب القصف المتكرر من قوات النظام على المناطق المأهولة بالسكان.
توتر السويداء
وفي السويداء (جنوباً)، نفى فصيل "حركة رجال الكرامة" في بيان له، علاقته بما يشاع عن وجود اتفاق بين فصائل محلية والنظام على إطلاق سراح متزعمي "عصابات إرهابية" في بلدة قنوات.
وشدد على أن "القرار جرى بشكل منفرد من قادة أحد الفصائل"، قائلاً: "لم تقبل المرجعيات الدينية والاجتماعية في قنوات أن تكون جزءاً من الاتفاق".
وأضاف الفصيل: "تقدمت حركة رجال الكرامة بعدّة مبادرات، أعلنت فيها جاهزيتها لاستلام متزعمي تلك المجموعات الإرهابية، ومحاسبتهم اجتماعياً. وتضمنت المبادرات التي طرحتها الحركة، آلية لإعادة حقوق المتضررين من تلك المجموعات، عبر تسليم المجرمين للقضاء، مع ضمانات بأن ينالوا جزاءً عادلاً على الجرائم التي ارتكبوها".
من جهتها، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "السويداء تعيش حالة توتر وترقب، خاصة بعد عودة مليشيا "الدفاع الوطني"، أمس الأحد، إلى وضع حاجز ونقطة تفتيش على طريق دمشق السويداء، وقيامها بمضايقة الأهالي بالتفتيش والتدقيق في الهويات. وهناك حالة من الاستنفار لدى تلك المليشيات".
وذكرت "شبكة السويداء 24" المحلية، أن فصيل "لواء الجبل" أطلق سراح سليم حميد الذي كان محتجزاً لديه، بعد عقد اتفاق يقضي بمغادرته إلى خارج سورية. وهناك خلاف سابق بين حميد والقائد في مليشيات الدفاع الوطني رشيد سلوم، ويبدو أن الأخيرة تنشر حواجزها بهدف القبض على حميد قبل مغادرته السويداء.
ولفتت الشبكة إلى أن بلدة قنوات شهدت، أمس، إطلاق رصاص وأصوات انفجار مجهول السبب، تزامن مع انتشار خبر قرار قائد فصيل "لواء الجبل" مرهج الجرماني، بإطلاق سراح سليم حميد وتسليمه لعائلته في قنوات.
وذكرت الشبكة أن القرار حصل رغم رفض المرجعيات الدينية والاجتماعية في البلدة قرار الإفراج عن حميد، وعدم قبولها أن تُحسب طرفا في الاتفاق.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فقد سلم حميد نفسه لـ"لواء الجبل" بعد حصوله على ضمانات بعدم التعرض له.
وسليم حميد كان زعيما سابقا لـ"قوات الفهد" وجزءاً من "حركة رجال الكرامة" و"قوات شيخ الكرامة"، وانفصل عنها لاحقاً وتبعه كل عنصر مفصول من الحركة بسبب مخالفات لمبادئها، بحسب المصادر.
ويتهم سكان السويداء "قوات الفهد" بممارسة انتهاكات بحق السكان، من عمليات خطف وابتزاز وقتل بالتعاون مع قائد مجموعة "قوات الفجر" راجي فلحوط، المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية في النظام السوري.
وكانت فصائل محلية قد قضت على مجموعة فلحوط، في حين لا يزال مصير الأخير مجهولاً.
قتيل وجرحى بقصف النظام على ريفي حلب وإدلب
وذكرت مصادر أن القتيل في كفرنوران عنصر في "هيئة تحرير الشام"، وقضى خلال قصف متبادل بين الطرفين في المنطقة. بعد مقتل عناصر من قوات النظام.
من جانبه، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مدنيين جرحوا جراء قصف من قوات النظام على محيط قريتي غانية والشيخ سنديان بريف إدلب الغربي. كما قصفت قوات النظام قرى القرقور والزيارة والسرمانية بريف حماة الشمالي الغربي دون وقوع خسائر بشرية.
دورية مشتركة للجيشين الروسي والتركي في ناحية عين العرب بريف حلب
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، إن الجيشين الروسي والتركي سيرا دورية مشتركة في ناحية عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث جالت الدورية في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، في إطار تفاهمات ثنائية حول مناطق المليشيات في شمالي سورية.
وبحسب المصادر، فإن هذه الدورية رقم 110 بين الطرفين، وجاءت في ظل استمرار التصعيد على محاور التماس بين مناطق النفوذ التركي ومناطق سيطرة "قسد".
مجهولون يغتالون قيادياً في مليشيات النظام السوري
قتل القيادي محمد العلي من مليشيا "كتائب البعث" التابعة للنظام السوري والمدعومة من إيران و"حزب الله" برصاص مجهولين منتصف الليلة الماضية، بعد هجوم على منزله في منطقة القطيفة بريف دمشق الشمالي الشرقي، ما أثار جدلا بين سكان المنطقة وإشاعات عن تصفيته.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن محمد دعاس العلي (أبو يزن) قائد مليشيا "كتائب البعث" في القطيفة بريف دمشق الشمالي الشرقي، قتل برصاص مجهولين عند منتصف الليلة الماضية، بعد هجومهم على منزله في قرية التواني، مضيفة أن عملية القتل أثارت إشاعات بأنها كانت عملية تصفية بعد اتهامه بالعمالة لجهة خارجية، وإشاعات أخرى عن كونها نتيجة خلافات داخلية على عمليات تهريب مخدرات.
وذكرت المصادر أن العلي يتلقى دعمه من "حزب الله" اللبناني، الذي تنتشر له معسكرات ومقرات في منطقة القطيفة التي تعرضت عدة مرات لغارات جوية إسرائيلية، كان آخرها في الرابع عشر من الشهر الجاري.
ونعت صفحة المبادرة الشبابية في قرية التواني العلي واصفة إياه بـ"الشهيد البطل الشاب الخلوق"، ودعت له بالرحمة والمغفرة.
بدورها، قالت صفحة "قناة القطيفة": "تعرّض قائد مركز كتائب البعث في منطقة القطيفة (م .ع) لكمين غادر ليلة أمس في بلدة التواني، حيث استدرج خارج منزله ليلاً وأطلق عليه النار من قبل مجموعة إرهابية مسلحة، مما أدى إلى وفاته".
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فإن العلي يتبع لـ"كتائب البعث مركز ريف دمشق" الذي يقوده مجاهد فؤاد إسماعيل، وهو نائب القائد العام للمليشيا في عموم سورية.
وأشارت المصادر إلى ارتباط هذه المليشيا بقيادة "حزب البعث" بشكل مباشر، إضافة إلى تلقّيها الدعم من إيران و"حزب الله" اللبناني، ما سمح بانتشارها بشكل كبير في ريف دمشق.
يذكر أن منطقة القطيفة فيها عدة مواقع تابعة لـ"الفرقة الثالثة" في قوات النظام السوري، إضافة للواء 155 المخصص لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى التابع لإدارة المدفعية والصواريخ في قوات النظام.
وبحسب مصادر محلية، تنتشر في هذه المواقع أيضاً مليشيات محلية تابعة للنظام و"حزب الله" اللبناني، وتعرضت عدة مرات لقصف إسرائيلي أدى لخسائر بشرية ومادية جسيمة.
اعتقال 3 أشخاص من مخيم الهول ضمن حملة أمنية
وأكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "الأسايش تمكنت اليوم من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص بينهم امرأة يتبعون لخلايا تنظيم "داعش" حاولوا الفرار من داخل مخيم "الهول" الذي يضم عوائل من التنظيم"، مؤكدةً أن عناصر "الأسايش" تمكنوا من إلقاء القبض على الأشخاص الثلاثة خلال حملة "الإنسانية والأمن" ضمن القطاع الثالث من المخيم، والتي ما زالت مستمرة لليوم الخامس على التوالي.
وقال المتحدث الرسمي باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، آرام حنا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن حملة "الإنسانية والأمن" لا تزال مستمرة لليوم الخامس على التوالي، مؤكداً أن عمليات التمشيط قائمة اليوم الإثنين في القطاع الثالث من مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي.
وأشار حنا إلى أن عدد الأشخاص الذين جرى اعتقالهم خلال الأيام الأربعة الأولى من الحملة بلغ 85 شخصاً، بالإضافة إلى أنه جرت إزالة 90 خيمة في عدة قطاعات من المخيم، والعثور على سبعة خنادق كانت قد أعدتها خلايا التنظيم في وقت سابق، لافتاً إلى أنه جرى الانتهاء من تمشيط القطاعين الأول والثاني داخل المخيم، بعد توجيه قاطني القطاعين إلى مراكز السجلات لتجديد بياناتهم الشخصية، مشدداً على أن هذه العملية سوف تنطبق على كُل قاطني المخيم.
وكانت "الأسايش" قد أكدت في بيانٍ لها ليل الأحد/ الإثنين، أن قواتها أنهت "عمليات التمشيط والتفتيش الدقيق في الفيز الثاني"، موضحةً أنه "جرى توقيف 12 شخصاً مشتبهاً بهم، اعترف خمسة منهم بانتمائهم لتنظيم داعش"، مضيفةً أن "التحقيق ما زال مستمراً مع باقي الموقوفين".