دفعت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فجر اليوم السبت، بتعزيزات عسكرية ضمت آليات ثقيلة من ريف محافظة الحسكة، باتجاه ريف دير الزور الشرقي، في ظل ترجيحات باستعدادات لـ"قسد"، لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف استعادة القرى والبلدات التي خسرتها في معاركها ضد مقاتلي "مجلس دير الزور العسكري" وأبناء العشائر بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرقيّ سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات "قسد" أرسلت فجر اليوم السبت، رتلين عسكريين منفصلين يضمان أسلحة ثقيلة، من ريف محافظة الحسكة باتجاه ريف محافظة دير الزور الشرقي.
وأكد العكيدي أن "قسد" بدأت بجمع قواتها في مدينة البصيرة وأطراف بلدة الدحلة القريبة من بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، وذلك بُغية استعادة البلدات التي خسرتها في معاركها خلال الأيام السبعة الماضية ضد مجموعات "مجلس دير الزور العسكري" وأبناء العشائر شرقيّ محافظة دير الزور، شرقيّ البلاد.
من جانبه، قال مسؤول المكتب الإعلامي لدى "قسد"، فرهاد شامي، في منشور له على حسابه في "فيسبوك"، إن "قواتنا ستبدأ بالحسم والحزم"، مشدداً، على أنها "الفرصة الأخيرة للمرتزقة"، على حد تعبيره.
"الفرصة الأخيرة"
بدوره، قال الصحافي عهد صليبي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قسد بدأت بحشد قواتها على تخوم ريف محافظة دير الزور الشرقي"، مرجحاً أن "تبدأ قسد عملية عسكرية خلال الساعات القادمة لاستعادة ما خسرته في الريف الشرقي من المحافظة".
ويعتقد صليبي أن "الفرصة لقسد هي الأخيرة في هذه المعركة، وفي حال فشلها في استعادة السيطرة لن تتمكن مرة أخرى من دخول ريف دير الزور الشرقي، بعدما قُتل وجُرح وأُسر العشرات من عناصرها خلال الأيام السبع الماضية".
وحول سيطرة مقاتلي مجلس دير الزور بالاشتراك مع أبناء العشائر العربية على الخط الشرقي من محافظة دير الزور الواقع على خطوط التماس مع قوات النظام السوري، أشار صليبي إلى أنّ "من الطبيعي جداً أن تخسر قسد تلك البلدات نتيجة المعارك، ولا تريد أن تحصر قواتها في زاوية ضيقة يُقطع عنها الإمداد".
وتمكن مقاتلو المجلس مع أبناء العشائر خلال أمس الجمعة وقبل أمس الخميس من السيطرة على بلدات الباغوز، والسوسة، والشعفة، والكشمة، وهجين، والبحرة، وغرانيج، والكشكية، وأبو حمام، وأبو حردون، والحرذي، وسويدان، ودرنج، والطيانة، وذيبان، والصبحة، والشحيل، بعد معارك عنيفة مع قوات "قسد"، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى مقتل عدة مدنيين، بينهم أطفال بقذائف "قسد".
ومجلس دير الزور العسكري هو مجلس عسكري محلي يتبع لـ"قسد"، ويضم عناصر من أبناء المنطقة لإظهار أن "قسد" تضم جميع المكونات السكانية، وهناك في كل محافظة أو مدينة كبيرة تضم مكونات غير كردية، ضمن مناطق حكم الإدارة الذاتية، مجلس عسكري من أبناء المنطقة، مثل مجلس منبج العسكري ومجلس الرقة العسكري وغيرهما.
وكانت "قسد" قد أعلنت في بيانٍ لها مساء الجمعة، حظراً للتجوال بريف دير الزور الشرقي، بدءاً من صباح اليوم السبت، ولمدة 48 ساعة.
وقالت "قسد" في بيان نشر عبر موقعها الرسمي: "نظراً للأوضاع الأمنية التي تمر بها قرى في شرق دير الزور، واستغلال مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وكذلك خلايا داعش لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة، قرر المجلس العسكري لدير الزور، وقوى الأمن الداخلي (أسايش) إعلان حظر للتجوال في منطقة دير الزور".
قصف متبادل بين "الفتح المبين" وقوات النظام شرقيّ إدلب
إلى ذلك، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، رتلاً عسكرياً لقوات النظام السوري بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على الطريق الدولي المعروف بطريق "إم-5" الذي يمرّ من ريف إدلب، فيما ردت قوات النظام باستهدافها الأحياء السكنية في مدينة سرمين، شرقيّ محافظة إدلب، شمال غربيّ سورية.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" استهدفت بقذائف الهاون بعد منتصف ليل الجمعة، سيارات عسكرية لقوات النظام على طريق "إم 5" بالقرب من مدينة سراقب، الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "إم 5" و"إم4" بريف إدلب الشرقي، شمال غربيّ البلاد، من دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر ضمن السيارات المستهدفة.
إلى ذلك، قال الناشط مصطفى محمد، وهو من أبناء ريف محافظة إدلب، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن قوات النظام استهدفت براجمات الصواريخ الأحياء السكنية في مدينة سرمين وبلدة آفس بريف إدلب الشرقي، ما أحدث أضراراً مادية في منازل المدنيين، دون وقوع إصابات بشرية.
وكانت وسائل إعلام موالية للنظام السوري قد اعترفت يوم أمس الجمعة، بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام، وذلك إثر عملية نفذتها "هيئة تحرير الشام" على جبهة الصراف في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، شمال غربيّ البلاد.
وقُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام و"قوات الفرقة 25 مهام خاصة"، يوم الجمعة، إثر محاولة التقدم على محور منطقة جبل الزاوية، وذلك بغية استعادة النقاط التي خسروها قبل أيام في بلدة الملاجة بريف إدلب الجنوبي، شمال غربيّ البلاد.
في سياق آخر، أُصيب مدني، اليوم السبت، إثر قصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء السكنية في بلدة كفر تعال غربيّ محافظة حلب، ولا يزال القصف مستمراً، ما يمنع فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) من الوصول إلى الأماكن التي تتعرض للقصف، في كل من قرى كفر تعال، وكفر عمة، وتديل، غربيّ حلب، شمال غربيّ البلاد.
وأكدت "الخوذ البيضاء"، أن ثلاثة مدنيين (رجل، وامرأة جروحها بالغة، وطفل، من عائلة واحدة) أُصيبوا اليوم السبت، وهم مهجرون يعيشون في خيمة على أطراف قرية دويرة قرب قباسين، في ريف حلب الشرقي، إثر قصف مدفعي استهدف القرية، مصدره مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، موضحةً أن فرقها أسعفت المصابين إلى مستشفى مدينة الباب، كذلك أُصيبت امرأة بقصف مماثل على قرية العجمي شرق بزاعة بالريف نفسه، أسعفها ذووها.
وكان خمسة أطفال قد قُتلوا يوم أمس الجمعة، وأصيب 8، بينهم 6 أطفال وامرأة بجروح (جميعهم من عائلة واحدة)، جراء قصف مدفعي مصدره مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات "قسد" استهدف قرية المحسنلي في ريف مدينة جرابلس، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، شماليّ سورية.