قصفت الطائرات الحربية الروسية مجدداً، اليوم الأحد، قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي سورية، فيما يتواصل التصعيد بين القوات التركية وفصائل الجيش الوطني من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، وسط تهديدات من الأخيرة برد "عسير" على استهداف الطائرات المسيرة التركية لقادة من "قسد" في الأيام الأخيرة.
وذكر الناشط الصحافي محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الحربية الروسية أغارت صباح اليوم على مناطق عدّة في ريف إدلب الجنوبي، حيث استهدفت غارة جوية المنطقة الواقعة بين بلدتي عين لاروز وكنصفرة جنوبي إدلب، وغارة أخرى محيط قرية الموزرة، وثالثة أطراف بلدة كنصفرا، إضافة إلى محيط قرية مرعيان في جبل الزاوية، دون أنباء عن وقوع خسائر بشرية جراء هذه الغارات.
وتزامنت الغارات مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى خربة الناقوس والسرمانية وقليدين والقاهرة والعنكاوي والدقماق والزقوم في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وكانت الطائرات الروسية شنت 3 غارات، أمس السبت، على قرية حميمات بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
إلى ذلك، قصفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني السوري"، صباح الأحد، من مواقعها في قرية الكريدية شرقي مدينة الباب بريف حلب مواقع لقوات "قسد" في قرية جب الحمرة وقرية الحوتة شرقي مدينة الباب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وقبل ذلك، استهدفت طائرة مسيرة تركية بصاروخ على الأقل، سيارة في مزرعة صوفيان جنوب مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، دون أن ترد معلومات عن وجود خسائر بشرية. وبذلك، يرتفع عدد الاستهدافات الجوية التركية على أهداف تابعة لـ"قسد" إلى 3 خلال الـ48 ساعة الماضية.
وكان قتل قيادي في "قسد" متأثراً بجراحه التي أصيب بها مع مرافقه في 19 الشهر الحالي، جراء استهداف سيارته العسكرية، بالقرب من تقاطع علي فرو على طريق القامشلي – عامودا في ريف القامشلي الغربي من قبل طائرة مسيرة تركية.
وفي اليوم ذاته، استهدفت طائرة تركية مقراً للعلاقات في مجلس تل تمر العسكري، ما أدى إلى مقتل 9 بينهم قياديون، إضافة إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص.
ورداً على الاستهدافات التركية، توعدت مليشيات "قسد" تركيا برد "انتقامي عسير". وقالت في بيان لها: "إننا في قوات سورية الديمقراطية نؤكد على تمسكنا بذكرى هؤلاء الشهداء حيث سيكون حساب المحتل والانتقام منه عسيراً، سنفرض على العدو التوبة عن احتلاله وعدائه لشعبنا، هذا وعدنا لقادتنا الشهداء الأعزاء ولكل شهدائنا".
وقالت "قسد"، إن الهجوم التركي الذي أدى إلى مقتل قياديين ومقاتلين فيها "لن يمر دون رد"، معتبرة أن "الصمت والموقف الغامض للدول الضامنة لوقف إطلاق النار يشجعان تركيا على تكثيف هجماتها على المنطقة".
خشية من عملية عسكرية
إلى ذلك، حذرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) وجناحها السياسي (مسد) من عملية تركية في ريفي الحسكة والرقة شمالي شرقي سورية، بعد حشود عسكرية كبيرة لقوات المعارضة والجيش التركي وصلت إلى مناطق التماس.
ودعا مجلس سورية الديمقراطية (مسد)، في بيان صدر عنه اليوم الأحد، موسكو وقواتها العاملة في سورية إلى "وضع حد لـ"الخروقات التركية" لاتفاق وقف إطلاق النار كون الطرف الروسي هو الضامن لهذه الاتفاقية في هذه المناطق".
واعتبر "مسد" في بيانه أن "الهجمات تعتبر مؤشرا خطيراً يهدد بنشر فوضى كبرى في المنطقة"، ودعا قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى "تبيان موقفها تجاه الأعمال العدائية التركية، كما دعا المجتمع الدولي إلى "إدانة الهجمات التركية، والعمل على محاسبتها"، وفق ما ذكر البيان.
وجاء هذا البيان عقب تحذير مشابه أطلقه القيادي في مجلس "تل أبيض العسكري" التابع لـ"قسد"، رياض الخلف، من عملية عسكرية تركية وشيكة في ريف الحسكة.
وقال الخلف، في تصريح لوكالة "نورث برس" اليوم، إن نقاط التماس بين "قسد" والقوات التركية والفصائل الموالية لها تشهد تحركات مكثفة وتحشيداً عسكرياً على طول طريق "M4" بين مدينة تل تمر وعين عيسى شمالي الرقة "ما يوحي بحرب جديدة".
وخلال الأيام الماضية، كثّف الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني السوري" الهجمات على مواقع "قسد" بالقرب من الحدود التركية بأرياف الحسكة والرقة وحلب عبر قصف صاروخي ومدفعي وبالطائرات المسيرة، وذلك للرد على تصعيد "قسد" تجاه الأحياء السكنية بريف حلب، وخاصة القصف الصاروخي الأخير على مدينة عفرين، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين.
إلى ذلك، تشهد منطقتا أبوراسين (زركان) وتل تمر في ريف الحسكة حركة نزوح للأهالي، وسط مخاوف من تصعيد عسكري على مناطقهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي شرق البلاد، أخلت القوات الروسية المتمركزة بريف دير الزور الشرقي، قاعدة عسكرية تابعة لها دون توضيح للأسباب.
وذكرت مصادر محلية، لــ"العربي الجديد"، أن القوات الروسية أخلت مقرها الرئيسي والذي يعتبر مربعا أمنيا يمنع دخوله، بالقرب من مشروع المياه في مدينة الميادين شرقي دير الزور، حيث بدأت بسحب معداتها العسكرية وعتادها وعناصرها منذ 5 أيام بشكل تدريجي، وأكملت انسحابها عبر إخلاء كامل للعناصر الروس والمحليين.