أعلنت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) في محافظة الرقة، شمال شرقي سورية، أمس الجمعة، عبر صفحتها الرسمية، عن إلقاء القبض على 9 عناصر من خلايا تنظيم "داعش"، ضمن حملتها الأمنية في المدينة، مؤكدةً أنه تم ضبط أسلحة كلاشنكوف عدد 2، ومخازن كلاشنكوف عدد 4، وثلاثة مسدسات، وثلاث بنادق صيد، وعملة معدنية خاصة بداعش، وراية سوداء عليها علم "داعش".
بدورها، أعلنت "اللجنة الداخلية" التابعة لـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" في محافظة الرقة، مساء الجمعة، انتهاء الحظر الأمني الكلي في مدينة الرقة، وتطبيق حظر جزئي يبدأ من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة صباحاً.
وقال الناشط الإعلامي "أسامة أبو عدي" ابن مدينة الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحظر الأمني المفروض من قبل اللجنة الداخلية بالرقة يطبق منذ يوم الإثنين، عقب الهجوم الذي تعرّض له مركز (الأسايش)، وهو أمر انعكس على السكان المدنيين، خاصة الطبقة الفقيرة والمياومين وصغار الكسبة، الذين يعتاشون من عملهم اليومي (عمال، وحرفيين، وصناع مهن)"، موضحاً أن "الأمر الأشد كان هو انعدام حركة السفر من وإلى الرقة، سواءً الريف أو المدينة".
وتابع أبو عدي: "المؤرق الأشد وطأة على الأهالي، كان تكرار هجمات أخرى من قبل التنظيم، خاصة وأن الرقة حالياً هي الأكثر سكاناً على مستوى شمال شرق سورية، بعد توافر أكثر مقومات الحياة والعمل، لاسيما أن هناك ما يقارب الـ61 مخيماً ومركز إيواء، في ظل انعدام أي تحرك من قبل المنظمات الدولية والمحلية خلال فترة الحظر".
من جهته، أكد عيسى السطم، وهو يعمل لدى مبادرة "صنائع المعروف" (الخيرية)، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العديد من العائلات والحالات الإنسانية المرضية منها والمعاشية خاصة التي تفتقر للمعيل خلال الحظر، تواصلت معنا، وأطلقنا حملة للتبرعات بهدف إيصال شيء من الإعانات الدوائية أو الغذائية إلى تلك العائلات التي تضررت بشكل كبير خلال فترة الحظر".
واستثنى قرار الحظر الأمني المستشفيات والأفران والمراكز الصحية وبعض محلات البقالة الغذائية، فيما كثفت القوى الأمنية الدوريات والحواجز من مناطق متفرقة في المدينة والريف والمخيمات العشوائية.
في المقابل، نشر التنظيم عبر صحيفته الأسبوعية الرسمية "النبأ"، تفاصيل عمليته يوم الاثنين الماضي، التي استهدفت مقراً لقيادة "الأسايش" بالرقة في حي الدرعية غرب المدينة، وناقض التنظيم بدوره ما صدر من رواية "قسد" حول استهداف سجن أمني، وأن عدد المنفذين كان أربعة، بحسب تصريح رئيس هيئة الداخلية بشمال شرق سورية علي حجو، وذكر التنظيم أن عدد المنفذين كان اثنين فقط.
وتابعت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم، أن أحد المنفذين استطاع الدخول إلى مركز القيادة والاتصال بقيادة عمليات "داعش"، وأبلغهم بمقتل وإصابة تسعة أشخاص، فيما قال المنفذ الثاني إنه قتل وأصاب خمسة، لاسيما أن الصحيفة نفت أن يكون هدف العملية هو تحرير مساجين، وإنما "الثأر للعفيفات" من نساء مقاتلي التنظيم في مخيم "الهول"، الذي يضم عائلات من تنظيم "داعش". في المقابل، شيعت "الأسايش" و"قسد"، أول من أمس الخميس، 6 من مقاتليها الذين كانوا قد قضوا خلال هجوم داعش الماضي.
وكانت "الإدارة الذاتية"، الذراع المدنية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قد أعلنت، الاثنين الماضي، عن حالة الطوارئ وحظر للتجول في مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، وذلك بعد هجوم لخلايا تنظيم "داعش"، تسبب في مقتل وجرح عدد من عناصر "قسد" و"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، الذراع الأمنية لمليشيات "قسد" في شمال شرق سورية.
وأصدرت "الإدارة الذاتية"، في وقتها، تعميماً يحمل الرقم 10، يقضي بإغلاق جميع المعابر ضمن مناطق سيطرتها، سواء مع النظام السوري أو مع مناطق سيطرة المعارضة السورية، بدءاً من يوم السبت الموافق 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وحتى يوم الاثنين الـ2 من يناير/كانون الثاني الساعة السادسة صباحاً، بالإضافة إلى منع الدراجات النارية والصهاريج (المتوسطة والكبيرة) من التجول بدءاً من يوم الأربعاء الموافق 28 ديسمبر/كانون الأول، وحتى يوم الاثنين الموافق الثاني من يناير من العام المقبل.