تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملات الملاحقة بحق الشبان في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية بهدف سوقهم إلى التجنيد الإجباري في صفوفها، فيما تحدثت مصادر في ريف حلب الشرقي، عن مساعٍ إيرانية لبناء حسينيات في المنطقة شمالي البلاد.
وأفادت مصادر محلية، "العربي الجديد"، بأنّ الشرطة العسكرية التابعة لقوات "قسد" تواصل حملة التجنيد الإجباري في صفوفها، باسم "واجب الدفاع الذاتي" مستهدفة الشبان من مواليد 1990 وحتى 2003، حيث تتم ملاحقة الشبان في منازلهم واعتقالهم.
وفي السياق، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الجمعة، أنّ دوريات "قسد" تنتشر في عموم مناطق شمال وشرق سورية، وقد اعتقلت خلال الأيام الفائتة مئات الشبان، في كل من الرقة والحسكة ودير الزور إضافة إلى منبج في حلب الشرقي.
كما تشن الشرطة العسكرية حملات اعتقال عشوائية تطاول الشبان في الأسواق والشوارع والأماكن العامة، مما يؤثر سلباً على بعض الأعمال.
ويخضع الشبان بعد توقيفهم لفحص طبي، للتأكد من سلامة كل منهم من الأمراض السارية، أو أي مرض قد يعيق عمله العسكري، ثم يتم فرزهم إلى مراكز التدريب العسكرية لإجراء دورة عسكرية مدتها 45 يوماً، قبل أن يتم الفرز النهائي إلى إحدى القطع التابعة لـ"قسد".
ويقضي المجند مدة خدمة 12 شهراً، تبدأ من تاريخ الالتحاق ليحصل بعد انقضاء المدة على شهادة "تأدية واجب الدفاع الذاتي" والتسريح من الخدمة.
من جهة أخرى، ذكر ناشطون أنّ إيران تعمل على اختراق المجتمعات المحلية في شرق حلب، مستعينة بوجهاء من أبناء المنطقة، ومسخرة لهذا الغرض إمكانات مادية كبيرة.
وذكرت شبكة "مسكنة نيوز" المحلية، أنّ إيران تحضر لإنشاء حسينيات في مدينة مسكنة، مشيرة إلى اجتماع عقده مؤسس مليشيات "أبو الفضل العباس" أحد الفصائل العراقية، أوس الخفاجي، مع أحمد العريف، أحد وجهاء قبيلة "خفاجة" في سورية.
وأوضحت الشبكة أنّ أوس الخفاجي تعهّد ببناء حسينيات خلال استقباله العريف في دمشق، حيث جرى الاجتماع.
ووفق الشبكة، فقد سبقت هذا الاجتماع، جولةٌ أجراها أكثر من مسؤول يتبع لإيران منهم عبد السيد الموسوي، حيث اجتمع في شرق حلب بعدد من شيوخ العشائر للغرض ذاته، أي افتتاح حسينية في المنطقة.
ويلفت الناشطون إلى أنّ أغلب الموجودين في منطقة مسكنة ومحيطها من الموالين للنظام السوري، ويشكلون بيئة سهلة للتغلغل الإيراني، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في المنطقة، وعموم البلاد.
ويحظى ريف حلب الشرقي باهتمام إيران، نظراً لأنه يربط حلب وشمال سورية بالمحافظات الشرقية، حيث تطل مسكنة على طريق حلب- الرقة.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين عناصر الأمن العسكري وعناصر مليشيات تابعة للنظام السوري في شرق الرقة شمال شرقي سورية، وذلك على خلفية محاولة اعتقال أحد قادة المليشيات من قبل الأمن العسكري.
وذكرت شبكة "عين الفرات" أنّ الاشتباكات جاءت بعد محاولة الأمن العسكري اعتقال عناصر من مليشيات البوحمد، داخل قرية البوحمد شرقي الرقة، إذ رفض ذوو عناصر المليشيات تسليم أبنائهم دون الكشف عن التهمة الموجهة لهم.
وأصيب عنصران من مليشيات موالية لإيران قرب نهر الفرات في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سورية، برصاص عناصر مليشيات "الدفاع الوطني" الذين يحتفلون بفوز رأس النظام السوري بشار الأسد بالانتخابات.
كما أصيب عدد من عناصر مليشيات "حركة النجباء" العراقية، أمس الخميس، بجروح بليغة جراء انفجار عبوة ناسفة خلال مرور سيارتهم على طريق زور شمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف الرقة الشرقي، حيث نقلوا إلى مستشفى "معدان" التابع لمليشيا "فاطميون".
وفي شمال غربي البلاد، أدى قصف النظام في محيط قرى سهل الغاب شمال غربي حماة، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، إلى حرائق في المحاصيل الزراعية.
وذكر "الدفاع المدني السوري"، أمس الخميس، أنّ حرائق نشبت في أراضٍ زراعية بقرى المشيك والقرقور والزيارة لسهل الغاب، نتيجة قصف النظام للمنطقة، ما يصعب الوصول إليها من جانب المزارعين حيث تتعمد قوات النظام قصف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد.
وكانت الأراضي الزراعية في قرى جبل الزاوية تعرضت للقصف، خلال الأيام الماضية، تزامناً مع جني محصول المحلب من قبل المزارعين.
وخصصت غرفة عمليات "الفتح المبين" التي تدير العمليات العسكرية في إدلب وأرياف اللاذقية وحماة وحلب الغربي، أرقام تواصل لتنسيق اقتراب المزارعين من خطوط التماس بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة.