قالت "المنظمة الآثورية الديمقراطية" في سورية، اليوم الأربعاء، إن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تعرّض حياة المدنيين للخطر في مناطق سيطرتها، واتهمتها بعرقلة "الحياة الطبيعية والاستقرار"، مشددة على أن خطر تنظيم "داعش" لا يزال قائما رغم القضاء عليه عسكريا من قبل "قسد" بالتعاون مع التحالف الدولي.
وقالت المنظمة، في بيان اطلع عليه "العربي الجديد": "في وقت يتطلع فيه السريان الآشوريون وعموم أهل الجزيرة إلى إرساء حالة من الاستقرار تتيح لهم تحسين أوضاعهم الحياتية والخدمية والصحية في ظل التدهور الاقتصادي المستمر. نجد أن قوات سورية الديمقراطية (قسد) تسعى إلى عسكرة مظاهر الحياة، وتغليب اعتباراتها العسكرية".
وأشار البيان إلى أن "قسد" تعسكر الحياة المدنية من خلال "الاستمرار في حفر الأنفاق والخنادق في المناطق السكنية في تل تمر وقرى شعبنا في الخابور وفي معظم مدن وبلدات الجزيرة".
وأضاف البيان: "إن هذا الإجراء وبغض النظر عن الأضرار التي يلحقها بممتلكات المواطنين، فإن حفر الانفاق في الأحياء السكنية ووضع اليد على الأقبية والمنازل وتحويلها إلى مراصد ومراكز لإطلاق النار، من شأنه أن تعرّض حياة السكان المدنيين للخطر، الأمر الذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الإنساني".
وجاء البيان في بمناسبة الذكرى السابعة لاجتياح تنظيم "داعش" منطقة الخابور وقراها التي تضم نسبة كبيرة من السكان الآشوريين، وكان التنظيم قد هاجم هذه المنطقة في الثالث والعشرون من شباط عام 2015، ما أدى إلى تهجير عشرات الآلاف من المدنيين وأسر المئات منهم وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.
وقال البيان إن "المسؤولية تتطلب من أحزاب ومؤسسات شعبنا السرياني الآشوري توحيد جهودها، من أجل معالجة آثار وتداعيات هذه الكارثة على أبناء شعبنا في الخابور، وقطع الطريق على حدوث عمليات تغيير ديمغرافي في هذه المنطقة والسعي المشترك لإحيائها في كافة المجالات الإنمائية والعمرانية".
ودعا البيان إلى أن تكون هذه العملية بـ"التعاون مع شركائنا في الوطن ومع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية". مضيفة أن ذلك يفرض على الحركات السياسية "تعزيز الشراكة والتعاون مع القوى الوطنية الديمقراطية من أجل إحلال السلام والاستقرار، وتحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يضمن بناء سوريا الجديدة التي تضمن حقوق كافة مكوناتها على قاعدة العدالة والمساواة والشراكة بين جميع السوريين".
تهجير مستمر
من جانبه تحدث غابرييل موشي كورية مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة، لـ"العربي الجديد"، عن معاناة الآشوريين في منطقة الخابور من تنظيم "داعش"، الذي قتل وخطف وأسر الأطفال والنساء والشيوخ خلال هجومه عليها. مضيفا، أن التنظيم كرر جريمته في عموم المناطق التي دخلها بسورية والعراق.
وأشار كورية إلى أن الكثير من أبناء المنطقة "الآشوريين" هاجروا إلى خارج سورية بعد هجوم داعش واستقروا في عدة بلدان مثل كندا وأستراليا، موضحا أنه من أصل 22 آلف شخص يقطنون 34 قرية هناك أكثر من 20 ألف نسمة هاجروا، ومن تبقى فقط في المنطقة عددهم لا يتجاوز 700 شخص، جلهم من كبار السن.
ولفت مسؤول العلاقات العامة إلى أن استمرار الحرب في المنطقة أدى إلى نزوح سكان من مناطق أخرى، يقطنون اليوم في قرى الآشوريين بمنطقة الخابور بدواع إنسانية، لكن هناك الكثير منهم جاؤوا كـ"مستوطنين"، محذرا من أن هذه المنطقة قد تتعرض لتغيير ديمغرافي له دوافع سياسية.
وأضاف يجب على الحركات السياسية الآشورية والمنظمة الآثورية أن تلتزم بالدفاع عن "مبدأ" عدم إجراء أي تغيير ديمغرافي ليس في منطقة الخابور فحسب إنما في عموم سورية، مشيرا إلى أن مناطق أخرى فيها عرب وكرد تتعرض لتغيير ديمغرافي أيضا.
وبين أن الاستعصاء السياسي في سورية وفقدان الأمل لدى الكثير من السكان والمعاناة من ثنائية الإرهاب والاستبداد أيضا دفع أبناء المنطقة إلى مغادرة سورية، وهذا ينطبق على الكثير من السوريين وليس على أبناء الآشوريين فحسب.
ويذكر أن "المنظمة الآثورية الديمقراطية" هي أحد مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام منذ تأسيسه. وقبل عام 2011 كانت نشاطات المنظمة محظورة في سورية وتعرّض أعضاؤها للملاحقة والاعتقال من أمن النظام لينتقل نشاطها إلى أوروبا.