سالفيني ولوبان يشكّلان جبهة موحّدة ضد أوروبا و"طوفان الهجرة"

17 سبتمبر 2023
سالفيني ولوبان خلال الاجتماع السنوي لحزب "الرابطة" في بونتيدا (الأناضول)
+ الخط -

شكّل نائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان جبهة موحّدة ضد أوروبا و"طوفان الهجرة"، ودعما "للشعوب" و"الهوية"، وذلك في لقاء عقد الأحد في إيطاليا تحضيرا للانتخابات الأوروبية للعام 2024.

في بونتيدا في شمال إيطاليا حيث المعقل التقليدي لحزب "الرابطة" المناهض للهجرة بزعامة سالفيني، قالت زعيمة حزب التجمّع الوطني لوبان "هذا العام يلزمنا خوض نضال مشترك، حرياتنا، شعوبنا، أوطاننا".

وأضافت لوبان "لم نعد نقبل بأن تُفرض علينا سياسات لم نخترها"، مشيرة خصوصا إلى "الحظر المجنون للمحركات الحرارية"، وهو طرح يعارضه بشدة سالفيني أيضا.

وتابعت "نحن ندافع عن تقاليدنا وطهونا وهوياتنا ومناظرنا الطبيعية (...) نحن ندافع عن شعوبنا ضد طوفان الهجرة"، في إشارة إلى آلاف المهاجرين الذين وصلوا هذا الأسبوع إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

إلى ذلك، تطرّقت لوبان أمام آلاف من مناصري "الرابطة" إلى "إعلان حقوق الأمم والشعوب" حماية من "فائض سلطة الهيئات فوق الوطنية أو الهيكليات التجارية".

ويبدو أن التحالف السياسي بين لوبان وسالفيني راسخ منذ عشر سنوات ويشهد على متانة العلاقة الشخصية بينهما. وأعربت لوبان عن سعادة كبرى لتجدد اللقاء مع زعيم حزب "الرابطة"، هاتفة "يحيا الكابيتانو" وهو اللقب الإيطالي لسالفيني.

ويوجه سالفيني انتقادات كثيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ينظر إليه على أنه رافع راية "الليبراليين" في مواجهة "السياديين الأوروبيين". وقال نائب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تقود حكومة ائتلاف بين اليمين واليمين المتطرف "إذا تعيّن علينا أن نختار في أوروبا بين ماكرون ومارين لوبان، لا شك لدي، مارين لوبان إلى الأبد".

عارضا سجله المناهض للمهاجرين، أكد سالفيني أن إيطاليا ستفعل "كل ما هو متاح ديمقراطيا"، وستستخدم "كل الوسائل اللازمة" من أجل "منع غزو".

على صعيد السياسة الوطنية، تتموضع لوبان في المعارضة بينما سالفيني منضو في ائتلاف اليمين واليمين المتطرف الحاكم بقيادة جورجيا ميلوني، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا".

وفي حين تحلّق لوبان واليمين المتطرف في استطلاعات الرأي في فرنسا، ينحصر هامش التأييد للرابطة بما بين 8 و9 بالمئة، بعيدا جدا من حزب "إخوة إيطاليا" المتصدّر.

بمعنى آخر يبدو أحدهما أكثر حاجة للآخر، نظرا إلى أن التجمّع الوطني حقق أرقاما مرتفعة جدا في آخر استحقاقين انتخابيين أوروبيين.

تحالف مستدام

في تصريحات لوكالة "فرانس برس" اعتبر المؤرخ مارك لازار، البروفسور في معهد الدراسات السياسية في باريس أن سالفيني "يريد أن يُظهر أن الرابطة ليست حزبا معزولا في أوروبا، ونظرا لشعبية مارين لوبان فهو يأمل أن ينعكس ذلك عليه".

من جهتها، اعتبرت الفيلسوفة والصحافية آنا بونالوم المتخصصة في شؤون ماتيو سالفيني أن التحالف بين الحزبين هو "من بين الأكثر استدامة". وأضافت "تغيّرت التوازنات على مر السنين لكن علاقتهما لم تتغيّر على الإطلاق".

يكمن هدف لوبان وسالفيني في التوصل إلى تحقيق النجاح في الانتخابات الأوروبية المقرّرة في التاسع من يونيو/ حزيران المقبل، والتي حاول سالفيني استنساخ التحالف على الصعيد الوطني لخوض الاستحقاق على المستوى الأوروبي. لكن شريكيه في الائتلاف أي "إخوة إيطاليا" و"فورتسا إيطاليا" رفضا الطرح بشدة.

واستبعد وزير الخارجية أنطونيو تاياني، زعيم "فورتسا إيطاليا" (الحزب العضو في حزب الشعب الأوروبي) بشدة التقارب مع اليمين المتطرف الفرنسي و"البديل من أجل ألمانيا" الألماني. وشدّد على اختلاف في القيم قائلا إن لوبان "لن تكون يوما حليفتنا".

وعلّق وزير الدفاع غويدو كروسيتو المقرب من ميلوني التي أسس معها "أخوة إيطاليا"، ساخرا "لوبان حرة بالذهاب أينما تريد وماتيو سالفيني حر بدعوة من يشاء" إلى بونتيدا.

 

(فرانس برس)

المساهمون