عبّر ناشطون مغاربة عن رفضهم لزيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء، إلى مدينة سبتة، الواقعة شمالي المغرب والتي تخضع لإدارة إسبانيا، ووصفوا الزيارة بـ"الاستفزازية"، فيما لم يصدر أي موقف عن الحكومة المغربية حيال الزيارة حتى الآن.
وندّدت "الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان" (غير حكومية)، اليوم الخميس، بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى مدينة سبتة، داعية كل الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية إلى "الانخراط في كل الأشكال الاحتجاجية التي ستعلن عنها في 13 من مارس/ آذار الجاري، كيوم وطني للمطالبة باسترجاع سبتة ومليلية وكل الثغور المحتلة والإعلان عن جبهة وطنية للمقاومة ضد الاحتلال الإسباني".
وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد قام، أمس الأربعاء، بزيارة إلى المدينة، حيث ترأس تدشين مركز صحي، وقال إن زيارة المدينة "يجب أن تكون أمراً اعتيادياً"، وهي المرة الثالثة التي يزور فيها سانشيز المدينة بصفته رئيس الحكومة الإسبانية، حيث ترجع آخر زيارة له إلى ما يقارب العام.
وقال سانشيز: "خلال أربعين عاماً من الديمقراطية (في إسبانيا)، لم يسبق أن زار رئيس وزراء بهذه الوتيرة هذه الجهة العزيزة من إسبانيا"، مذكراً بـ"التزام حكومته إزاء المدينة المهمة جداً".
إلى ذلك، عبّرت "الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان"، في بيان، عن استنكارها لـ"ممارسات الحكومة الإسبانية بالمناطق المغربية المحتلة والتي من خلالها تحاول فرض الأمر الواقع"، معتبرة أن "إخضاع الشعب المغربي أو جزء منه لاستعباد الإسبان وسيطرتهم واستغلالهم يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية، ويناقض ميثاق الأمم المتحدة، ويعيق قضية السلم والتعاون العالميين".
وشددت الرابطة الحقوقية على أن "استمرار قيام الاستعمار بسبتة ومليلية وباقي الثغور المغربية المحتلة يعيق إنماء التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويحول دون الإنماء الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للشعبين المغربي والإسباني وباقي شعوب المنطقة، ويناقض السلام العالمي الذي تطمح إليه شعوب العالم والأمم المتحدة ويؤكد مطلبه الأساسي بضرورة القيام، سريعاً ودون أي شرط، بوضع حد للاستعمار الإسباني للعديد من المناطق المغربية، في مقدمتها سبتة ومليلية بجميع صوره ومظاهره".
وبينما أدانت الرابطة "صمت الحكومة إزاء زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز لمدينة سبتة، وعلى ملف الاستعمار الإسباني لجزء من التراب المغربي"، قال رئيس الرابطة إدريس السدراوي، لـ"العربي الجديد"، إن منظمته بمعية عدد من الجمعيات الحقوقية أعلنت عن تاريخ 13 من كل مارس يوماً وطنيا للمطالبة باسترجاع سبتة ومليلية وباقي الثغور المحتلة خصوصا لتزامن هذا اليوم مع الزيارة الاستفزازية لرئيس الحكومة الإسبانية لمدينة سبتة".
وأضاف: "نتشاور حالياَ ونتدارس كل أساليب تخليد هذا اليوم بما يليق، مع تأكيد مطالبتنا الحكومة المغربية بالتحرك العاجل على مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للمطالبة بوضع الحد لأقدم استعمار في العالم".
ولا يعترف المغرب بشرعية السيادة الإسبانية على المدينة، التي تقع على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق وتبلغ مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً.
وكانت الحكومة الإسبانية قد صادقت، عام 1995، على منح الحكم الذاتي لسبتة ومليلية، الأمر الذي رفضته المملكة، مؤكدة أنهما جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وتعزيزاً للمصادقة، زار ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، في 2007، المدينتين وذلك للمرة الأولى، ما أثار غضباً في المغرب، وتجددت الدعوات لاستعادتهما.
وفي أحدث موقف بشأن وضع المدينتين، كانت مذكرة مغربية موجهة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، قد تضمنت وصف المغرب لمدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيطرة الإسبانية بـ"المدينتين المحتلتين" وبأنه "ليست للمغرب حدود برية مع إسبانيا".
في المقابل، كان لافتاً التزام البلدين، خلال القمة رفيعة المستوى التي عقدت بالعاصمة المغربية الرباط في 2 فبراير/ شباط الماضي، بتفادي "كل ما من شأنه أن يمسّ الطرف الآخر في ما يتعلق بمجالات السيادة".