يواصل الزعيم الديني الباكستاني المولوي فضل الرحمن، وهو زعيم جمعية علماء الإسلام، مباحثاته مع المسؤولين في حكومة طالبان بأفغانستان حول عدد من القضايا، من بينها قضية حركة طالبان الباكستانية، والحالة الأمنية على الحدود بين الدولتين.
والتقى المولوي فضل الرحمن، الذي وصل إلى كابول أمس الأحد تلبية لدعوة من حكومة طالبان، بنائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون السياسية المولوي عبد الكبير وناقش معه عددا من القضايا التي تهم البلدين.
وشارك في الاجتماع الذي عقد في القصر الرئاسي، مساء أمس، وزير الخارجية في حكومة طالبان الملا أمير خان متقي، ووزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ خالد حنفي، ووزير التعليم العالي المولوي نداء محمد نديم، وعدد آخر من المسؤولين في حكومة طالبان.
في الأثناء، قال وزير الخارجية في حكومة طالبان في تصريح صحافي، الأحد، إن "باكستان وأفغانستان جارتان تربطهما علاقات دينية واجتماعية واقتصادية، من هنا ثمة حاجة ملحة لمساع حثيثة بهدف حل جميع القضايا التي تؤدي إلى توتر في العلاقات بين الجارتين"، موضحا أن الزيارة تأتي ضمن تلك المساعي.
وذكر متقي أن الوفد الباكستاني الذي يترأسه المولوي فضل الرحمن يضم عددا من السياسيين وعلماء الدين، وسيجتمع في أفغانستان بعلماء الدين والمسؤولين بهدف إيجاد حلول مناسبة لكافة القضايا.
وأعرب متقي عن أمله في أن تكون الزيارة مثمرة، مشددا على أن المولوي فضل الرحمن يحظى بنفوذ واسع في المنطقة وهو يعي جيدا ما يجري بين البلدين.
وكان المولوي فضل الرحمن قد أكد في تصريح صحافي له قبل يومين أنه سيلتقي خلال زيارته إلى كابول بزعيم طالبان الملا هيبة الله أخوند زاده، لافتا إلى أن من بين أهداف زيارته إلى كابول مناقشة ملف حركة طالبان الباكستانية.
ولم يتحدث المسؤولون في حكومة طالبان حول ما إذا كان الرجل سيجتمع بزعيم طالبان، غير أن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة مهمة وأن المولوي فضل الرحمن سوف يلتقي بمسؤولين في حكومة طالبان، دون ذكر أسماء أولئك المسؤولين.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه باكستان موجة شرسة من أعمال العنف، كان آخرها مقتل أربعة أشخاص في هجوم مسلح استهدف سيارتين في منطقة كرم القبلية المحاذية للحدود الأفغانية أمس الأحد. وجاء الهجوم بعد يوم واحد من قتل عالم دين بارز، هو القيادي في الحركة السنية ويدعى العلامة مسعود عثماني، في هجوم مسلح بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وتدعي إسلام أباد أن حركة طالبان الباكستانية التي تنفذ معظم تلك الأعمال تتخذ من المناطق الأفغانية مقرا لها، وتطلب من كابول التحرك ضدها، بينما الأخيرة ترفض وتعتبر طالبان الباكستانية شأناً داخلياً باكستانياً لا علاقة لطالبان الأفغانية به.