دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الإثنين، إلى "نهج جديد" مع الحكومة الصينية، قائلاً إن "العصر الذهبي" بين المملكة المتحدة والصين "قد ولّى".
كما انتقد سوناك، خلال المأدبة التقليدية التي يقيمها كل عام عمدة لندن في غيلدهول، انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، مشيراً في الوقت ذاته إلى "أهمية الصين على الساحة الدولية"، وهو أمر لا يمكن تجاهله، حسب ما قال.
وكان سوناك قد تعرّض لانتقادات خلال السباق الذي خاضه، الصيف الماضي، إلى جانب وزيرة الخارجية آنذاك ليز تراس، بسبب مواقفه "اللينة" من الصين، ثم انتُقد مجدّداً، قبل أسبوعين، عندما صرّح في طريقه إلى جزيرة بالي لحضور قمة العشرين عن عدم نيّته اعتبار الصين "تهديداً" للأمن القومي، وأنها "جزء أساسي من الاقتصاد العالمي، وعلينا إجراء حوار معها لمواجهة التحدّيات العالمية المشتركة". وكان من المقرّر أن يلتقي سوناك على هامش القمة بالرئيس الصيني شي جين بينغ، إلا أن اللقاء ألغي في اللحظات الأخيرة بحجة "التضارب في المواعيد".
وقال مصدر في "داونينغ ستريت" إن سوناك قال، خلال كلمته مساء اليوم الإثنين، إن "الصين تشكّل تحدياً منهجياً لقيمنا ومصالحنا، وهو تحدّ يزداد حدة مع تحرّكها نحو استبداد أكبر"، مشيراً إلى الاحتجاجات الحالية التي تشهدها عدة مدن صينية ضدّ الإغلاق، الذي أعادت السلطات فرضه استجابة لارتفاع جديد في حالات الإصابة بكوفيد-19، لا سيما أن صحافياً في "بي بي سي" تعرّض للاعتداء نهاية هذا الأسبوع.
كذلك، شدّد سوناك على أن بريطانيا "تدافع عن قيمنا وعن الديمقراطية بالأفعال وليس بالكلمات فقط"، وعلى أن "مقاربات الحرب الباردة" لا تكفي لمواجهة التحديات الحالية، لذلك "نحتاج إلى قفزة نوعية في نهجنا"، واستشهد سوناك بمقولة هنري كيسنجر، التي تقول إنه "خلال فترات الأزمات، أحرباً كانت أم تفكّكاً اقتصادياً أم تغيّراً تكنولوجياً، إن إدارة الوضع الراهن قد تكون هي الخيار الأكثر خطورة"، مضيفاً بحسب "داونينغ ستريت": "تحت قيادتي، لن نرضخ للأمر الواقع، وسننجز الأشياء بطريقة مختلفة، وسوف نتطوّر متسلّحين بإيماننا الراسخ بالحرية والانفتاح وسيادة القانون".