ريابكوف: موسكو قد تصعّد الأمور إذا تجاهل الغرب مطالبها

18 ديسمبر 2021
لم يوضح ريابكوف الإجراء الذي قد تتخذه روسيا إذا رفض الغرب مطالبها (جو كلامار/فرانس برس)
+ الخط -

أكد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، اليوم السبت، أن بلاده قد تتخذ "إجراءات جديدة غير محددة" لضمان أمنها، إذا استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في اتخاذ "إجراءات استفزازية"، وتجاهلوا مطالبة موسكو بضمانات تمنع توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا.

واتهم المسؤول الروسي الحلفاء الغربيين باستمرار الضغط على العلاقات مع روسيا، محذراً من أن موسكو "قد تصعّد الموقف إذا لم يتعامل الغرب مع مطالبها بجدية".

وجاء كلام ريابكوف في مقابلة مع وكالة "إنترفاكس" للأنباء، بعد يوم من تقديم موسكو مسودات وثائق أمنية تطالب حلف شمال الأطلسي برفض عضوية أوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى، والتراجع عن الانتشار العسكري للتحالف في وسط وشرق أوروبا - الإنذارات الجريئة، التي يكاد يكون من المؤكد أن ترفضها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ورداً على سؤال حول التهديد الغربي بفرض عقوبات جديدة صارمة على موسكو، قال ريابكوف: "إنهم يقومون بتوسيع حدود ما هو ممكن" في ما يتعلق بروسيا، مضيفاً: "لكنهم فشلوا في التفكير في أننا سوف نعتني بأمننا ونتصرف بطريقة مشابهة لمنطق الناتو، وسنبدأ أيضاً في توسيع حدود ما هو ممكن عاجلاً أو آجلاً. سنجد كل الطرق والوسائل والحلول اللازمة لضمان أمننا".

ولم يوضح ريابكوف الإجراء الذي قد تتخذه روسيا إذا رفض الغرب مطالبها. ورأى، وفق ما ذكرته "أسوشييتد برس"، أن تحركات حلف شمال الأطلسي "أصبحت استفزازية بشكل متزايد"، ووصفها بأنها "توازنٌ على حافة الحرب"، لافتاً إلى أن "روسيا تريد الآن سماع ردّ غربي، قبل رفع الرهان".

وقال: "لا نريد نزاعاً. نريد التوصل إلى اتفاق على أساس معقول. قبل تقديم أي استنتاجات لما يجب فعله بعد ذلك والخطوات التي يمكن اتخاذها، نحتاج إلى التأكد من أن الإجابة سلبية. آمل أن تكون الإجابة بناءة نسبياً، وأن ننخرط في محادثات".

وأوضح أن نشر قوات "الناتو" بالقرب من روسيا في منطقتي البلطيق والبحر الأسود يتحدى المصالح الأمنية الأساسية لروسيا، مضيفاً أنه "لا ينبغي لأحد التقليل من عزم موسكو على حماية مصالح أمنها القومي".

ويأتي نشر المطالب الواردة في معاهدة أمنية مقترحة بين روسيا والولايات المتحدة، واتفاقية أمنية بين موسكو والناتو، وسط توترات متصاعدة بشأن زيادة القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، ما أثار مخاوف من حدوث غزو. ونفت روسيا أن تكون لديها خطط لمهاجمة جارتها، لكنها تريد ضمانات قانونية تستبعد توسع "الناتو" ونشر أسلحة هناك.

وأثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلب الضمانات الأمنية في مكالمة عبر الفيديو، الأسبوع الماضي، مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتعليقاً على الاقتراحات الروسية، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، خلال حديث إلى الصحافيين في الطائرة التي كانت تقلّ بايدن في زيارة قصيرة إلى كارولاينا الجنوبية، قائلة: "نجحنا على مدى عقود في التفاوض مع روسيا حول مسائل أمنية... ليس هناك ما يمنعنا من مواصلة الأمر، لكننا سنقوم بذلك بالشراكة والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين".

والخميس، أكد رؤساء دول وحكومات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في قمة في بروكسل، أنّ "أي عدوان جديد ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وثمن باهظ". وورد ذلك في نتائج أقرّت بالإجماع بعد مناقشات في جلسة مغلقة استمرت ساعات حول العقوبات الاقتصادية الأوروبية الممكنة.

وزير الدفاع البريطاني يستبعد إرسال قوات إلى أوكرانيا

 

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لمجلة "سبيكتيتور"، إنه من المستبعد أن ترسل بريطانيا وحلفاؤها قوات للتدخل إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.

ولفت والاس للمجلة، في مقابلة هذا الأسبوع، وفق "فرانس برس"، إلى أن كييف "ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذا فمن غير المرجح، إلى حدّ كبير، أن يرسل أحد قوات إلى أوكرانيا لتحدي روسيا". وأضاف "لا ينبغي أن نخدع الناس ونقول إننا سنفعل. الأوكرانيون يدركون ذلك".

وقال والاس إن بريطانيا يمكن أن تساعد أوكرانيا في "بناء القدرات"، مشيراً إلى أن التهديدات بفرض "عقوبات اقتصادية شديدة" هي أكثر أشكال الردع المحتمل تنفيذها. وتطرّق إلى إمكانية قطع روسيا عن شبكة "سويفت" الدولية للتحويلات المالية.

ويقول الغرب إن موسكو جهزت نحو 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرقها منذ 2014، لكنه لا يعرف بعد ما إذا كان بوتين قد اتخذ قراراً بشأن الغزو.

وقال والاس: "لسنا متأكدين من أنه اتخذ قراراً، لكن مع ذلك، فإن أفعاله واستعداداته العسكرية تشير إلى هذا الاتجاه... أعتقد أننا يجب أن نشعر بالقلق جميعاً".

روسيا ترسل مقاتلتين بقدرات نووية في دوريات فوق بيلاروسيا     

إلى ذلك، حلّقت قاذفتان روسيتان بعيدتا المدى قادرتان على حمل أسلحة نووية في دوريات في سماء بيلاروسيا، اليوم السبت، في مهمة تهدف إلى التأكيد على العلاقات الدفاعية الوثيقة بين الحليفين، وسط توترات مع الغرب.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، إن طائرتين من طراز (توبوليف 22 إم 3) حلّقتا في مهمة مدتها أربع ساعات في "مهام مشتركة مع القوات الجوية والدفاع الجوي البيلاروسي".

ورافقت القاذفات طائرات مقاتلة من طراز (سو-30) بيلاروسية زودتها بها روسيا. وتعد دورية القاذفات الروسية اليوم هي ثالث مهمة من نوعها منذ الشهر الماضي.