أكد المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن هناك معلومات لدى فصائل المعارضة المسلحة عن التحضير لهجوم بري واسع على شمال سورية، من قبل جيش النظام، مدعوما بميلشيا حزب الله وقوات إيرانية، بالتزامن مع الضربات الجوية الروسية، والتي توقع أبو زيد أن تزداد وتيرتها في الأيام القليلة القادمة.
وكشف أبوزيد عن اجتماع عسكري لفصائل المعارضة المسلحة، على مستوى عال داخل الأراضي السورية، لبحث التطورات الميدانية المترافقة مع الضربات الجوية الروسية، مؤكدا أن الوضع الميداني السوري سيشهد تطورات كبيرة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار أبو زيد إلى أن التوجه نحو الشمال السوري كان واضحا منذ بدء تمركز القوات الروسية في مطار حميميم العسكري، من أجل تثبيت خط الدفاع في سهل الغاب، ومنع جيش الفتح من التقدم نحو الساحل، تمهيدا للتقدم باتجاه مناطق المعارضة شمال سورية، موضحا أن تركيز العمليات العسكرية في محافظة إدلب الخالية من "داعش"، هو دليل جديد على أن الغاية من التدخل الروسي هي مناصرة محور الشر المتمثل في إيران والنظام وحزب الله، وليس الغاية منه القضاء على "داعش".
ويرى مستشار الجيش الحر أن روسيا لن تركز في الوقت الحالي على تنظيم "داعش"، وإنما الخطة الآن هي إجبار المعارضة على التراجع، وتوسيع رقعة سيطرة النظام، إذ يراهن الروس على الوقت بدل الضائع الذي يشهد عدم وضوح في المواقف الدولية، والذي يسعى من خلاله إلى تنفيذ ضربات موجعة لفصائل المعارضة، ريثما يصحو المجتمع الدولي، وتكون روسيا نفذت غايتها بالحد من قدرة المعارضة.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن أكثر من 50 طائرة ومروحية تشارك في العملية الجوية الروسية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") في سورية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، للصحافيين: "جرى نشر مجموعة الطيران في أسرع وقت. تمكننا من ذلك، لأن الاحتياطات الأساسية من الوسائط المادية والذخيرة كانت متوفرة في نقطة الدعم المادي الفني في طرطوس".
وأوضح كوناشينكوف أنه تم توظيف مجموعة من المشاة البحرية لتأمين مجموعة القوات الجوية الروسية بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.
وأضاف أن الطيران الحربي الروسي شن اليوم غارات على أربعة مواقع لـ"الدولة الإسلامية" بواسطة طائرات "سو-24أم" و"سو-25"، أسفرت عن تدمير "معقل للمجموعات الإرهابية ومخزن للذخيرة" في محيط إدلب، و"معقل" آخر في محيط حماة، و"مصنع للمتفجرات والذخيرة" شمالي حمص.
وأكد أنه "لم يتم شن ضربات على مواقع للبنية التحتية المدنية أو مبان قد تؤوي سكانا مدنيين"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: هل يختطف بوتين من أوباما الحرب على "داعش"