قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إن رفع درجة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة وتركيب أجهزة IR6 للطرد المركزي (الجيل السادس) جاءا رداً على هجوم "نطنز"، الذي وصفه بأنه "جريمة وإرهاب نووي".
واتهم روحاني، في كلمة خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، تابعه "العربي الجديد"، إسرائيل بتنفيذ هجوم "نطنز"، قائلاً إن هذه الإجراءات النووية "هي الخطوة الأولى في الرد على مؤامرة الصهاينة".
وقال روحاني: "سنقطع أيديكم عندما ترتكبون جريمة ضدنا"، مضيفاً أن بلاده ستواصل نشاطاتها النووية في إطار مقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد أن برنامج بلاده النووي "سلمي تحت رقابة الوكالة".
وعزا روحاني أهداف الهجوم إلى إضعاف موقف إيران في مباحثات فيينا، مؤكداً أنهم "أرادوا أن تصبح أيادينا فارغة في المفاوضات، لكنها ممتلئة"، مجدداً التأكيد على ضرورة رفع جميع العقوبات والتحقق منه قبل عودة طهران إلى التزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والمجموعة السداسية الدولية المكونة من الولايات المتحدة المنسحبة منه عام 2018 وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين.
من جهته، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي أن بلاده شرعت في عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 بالمائة منذ الليلة الماضية، مشدداً على أن عملية التخصيب في منشأة "نطنز"، "لم تتوقف وهي مستمرة بكميات لافتة للنظر".
وتعرضت "نطنز" لهجوم صباح الأحد الماضي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عنها وإعطاب أجهزة للطرد المركزي. وأضاف، وفق وكالة "إيسنا" أن "لا علاقة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بوقود مفاعل طهران"، مؤكداً أن اليورانيوم المخصب بهذه النسبة يستخدم لإنتاج مادة "موليبدنوم" لصناعة الأدوية الطبية المشعة.
وبيّن أن رفع التخصيب إلى هذه الدرجة جاء في سياق تطبيق قانون "الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات" الأميركية، الذي أقره البرلمان الإيراني مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
بدوره، أوضح مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أبادي، أن عملية التخصيب بدرجة نقاء 60 في المائة تتم عبر سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي من الجيلين الرابع والسادس في منشأة "نطنز"، متوقعا إنتاج الدفعة الأولى الأسبوع المقبل.
انتقاد الخصوم السياسيين
وفي كلمته اليوم الأربعاء، وجّه الرئيس الإيراني أيضاً، انتقادات لخصومه السياسيين المحافظين، رابطاً معارضتهم للمباحثات النووية بالاستحقاق الرئاسي الانتخابي خلال يونيو/حزيران المقبل.
وخاطبهم روحاني بالقول: "لماذا تخشون مفاوضات فيينا ولا تخشون أن تصل المباحثات إلى نتيجة، مبكراً، وترفع العقوبات ويحدث ذلك مشكلة لكم في الانتخابات؟ فالمفاوضات لها تعقيداتها، لذلك لا تخشوا كثيرا".
وأكد الرئيس الإيراني أن المباحثات "لصالح الشعب الإيراني ولا يحق لأحد أخذ معيشة المواطنين رهينة لأجل الانتخابات"، مضيفاً: "إننا (الحكومة) خلال الـ100 يوم الأولى كسرنا العقوبات، فأعطونا المجال لكي نرفعها في الـ100 الأخيرة أيضاً"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي عقدته حكومته التي تنتهي ولايتها بعد نحو 4 أشهر.
وفيما تواجه الحكومة انتقادات من أوساط محافظة بأنها تريد التحقق من رفع العقوبات خلال ساعات، وهذا غير ممكن حيث يحتاج الأمر إلى أشهر، حسب قول هذه الأوساط، أكد روحاني أن "التحقق من رفع العقوبات لا يستغرق وقتاً"، مضيفاً أن "البعض لا يعرف طريقة التحقق من رفع العقوبات ونحن نعلم ذلك ووقته".
وشدد على أن الحكومة تجري المباحثات في فيينا في إطار الخطوط التي حددها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، المتمثلة في رفع كامل ومرة واحدة للعقوبات مع إمكانية التحقق من رفعها قبل أن تعود إيران إلى تعهداتها النووية.
وشنت أوساط محافظة، خلال الأيام الأخيرة، هجوماً على الحكومة لمواصلة مباحثات فيينا بعد استهداف "نطنز"، داعية إياها إلى الانسحاب منها رداً على ذلك.
يُشار إلى أن مباحثات فيينا بدأت في الثاني من الشهر الجاري بين أطراف الاتفاق النووي مع كل من إيران والولايات المتحدة، على حد سواء، على أن تستكمل غدا الخميس في جولتها الثالثة.