زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، بشكل مفاجئ إحدى ضواحي العاصمة باريس التي تسكنها أغلبية من الطبقة العاملة ذات الميول اليسارية، في أول جولة رسمية منذ انتخابه لفترة جديدة، وذلك في مسعى لاستمالة الناخبين اليساريين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو/ حزيران.
وخلال جولة ميدانية في سوق بالمنطقة، رُشق الرئيس الفرنسي بالطماطم لكنه لم يصب، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس".
وفيما كان الرئيس يتبادل أطراف الحديث مع مارة في وسط سوق سيرجي-بونتواز في الضاحية الشمالية الغربية لباريس، أطلقت باتّجاهه طماطم كرزية لم تصبه.
وعمد عناصر الأمن الذين كانوا يتولون حراسة الرئيس إلى فتح "مظلة" لحمايته ومرافقته إلى المنطقة المغلقة في السوق.
Macron Honored with Tomato’s 😎 pic.twitter.com/finsKcRERt
— Lori Morton 🍊 (@ButifldrmLori) April 27, 2022
ونفى مقرّبون من ماكرون أن تكون الطماطم قد أصابت الرئيس، موضحين أن المظلة فتحت بسبب التوتر الذي أصاب الحشود.
وتجول ماكرون في السوق وصافح عددا من الشبان وتجاذب معهم أطراف الحديث، والتقطوا صورا معه، فيما قال قصر الإليزيه إنها وسيلة لإظهار أنه "يستمع إلى مخاوف الناس وتوقعاتهم واحتياجاتهم".
ويواجه ماكرون، المنتمي لتيار الوسط، اتهامات منذ وقت طويل بأنه منعزل عن المواطنين ويميل للنخبة، وهو ما منع بعض الناخبين اليساريين من التصويت له في جولة الإعادة التي جرت الأحد الماضي ضد المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
وقال ماكرون للصحافيين في سيرجي، التي فاز فيها المرشح اليساري المتطرف جان-لوك ميلونشون بنصف الأصوات تقريبا في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة: "أريد أن أقدم من بداية ولايتي الجديدة رسالة احترام ومراعاة لهذه المناطق التي تعد من بين أفقر المناطق في البلاد"، بحسب "رويترز".
وتقول مصادر مقربة من ماكرون إنه بحاجة إلى مواجهة التحدي الذي يمثله ميلونشون في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 و19 يونيو/ حزيران، وهي عقبة حاسمة ستحدد قدرة الرئيس على الحكم للسنوات الخمس المقبلة.
ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "إيلاب" لقناة "بي.إف.إم" التلفزيونية، فإن نحو 61 بالمئة من الناخبين الفرنسيين يفضلون أن تسفر الانتخابات البرلمانية عن أغلبية معارضة لماكرون. وتزيد تلك النسبة إلى 69 بالمئة بين الناخبين من الطبقة العاملة، وإلى ما يقرب من 90 بالمئة بين الناخبين من اليمين المتطرف واليسار المتطرف.
ويأتي ذلك على الرغم من أن استطلاعا آخر أُجري هذا الأسبوع أظهر أن ماكرون في طريقه للفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية أيضا.
وبرزت تكاليف المعيشة كأولوية للناخبين في انتخابات هذا العام. ويتزامن ذلك مع ارتفاع حاد في أسعار الغذاء والطاقة والبنزين التي كانت من بين أسبابها الاضطرابات التي أعقبت جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا.
ويقول مسؤولون من مناطق الطبقة العاملة إن الناخبين غاضبون بشكل خاص من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، بما يشمل الخبز والأرز وزيت دوار الشمس المنتج في أوكرانيا.