قال أبراهام بورغ، الرئيس السابق للكنيست، إن "النازية اليهودية" تحكم إسرائيل. وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم الأحد، أضاف أن من يتولون الحكم في إسرائيل حاليا يؤمنون بـ"عقيدة العرق اليهودي"، تماما كما كانت النازية تقوم على الإيمان بالعرق الآري.
ولفت بورغ إلى أن الإسرائيليين لم يلتفتوا إلى التحذيرات التي أطلقها المفكر الإسرائيلي يشعياهو ليفوفيتش بعيد حرب 1967، عندما حذر من أن نخبا يهودية تتبنى منطلقات النازية ستصل إلى حكم إسرائيل بفعل احتلال الأراضي الفلسطينية.
وأعاد بورغ للأذهان حقيقة أن ليفوفيتش بنى تصوره هذا استنادا إلى تجربته في ألمانيا، حيث ولد وعاش فيها وشهد أوج قوتها وضعفها، لافتا إلى أنه كان يخشى أن تواجه إسرائيل تبعات التطرف القومي لنخبها السياسية كما واجهت ألمانيا المصير نفسه.
وشدد بورغ على أن "التطرف القومي العنصري باتت ممثلا في الحكومة"، مشيرا إلى أن ممثلي هذا التوجه لا ينكرونه.
وشبه بورغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمؤسس وزعيم النازية الألمانية أدولف هتلر، لأنه يقود تحالفا من أحزاب تستند إلى نفس المنطلقات الأيديولوجية التي استندت إليها النازية.
وحسب بورغ، فإن "النازية اليهودية" لم تعد ممثلة في الحكومة فقط، بل في الكنيست والإعلام الإسرائيلي.
وتعدّ حكومة نتنياهو الحالية أشدّ الحكومات تطرّفًا في تاريخ إسرائيل. وتتألف من أحزاب تعرف باليمينية واليمينية المتطرفة، وهي حزب "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو وحزب "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب "عوتسماه يهوديت" (القوة اليهودية) بقيادة إيتمار بن غفير وحزب "نوعم" بقيادة آفي ماعوز.
وتوصف الأحزاب بالمتطرفة بمواقفها تجاه العرب والتيارات الأخرى، وتضع سياسة تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس والمحافظة على الطابع اليهودي للدولة أولوية أساسية لها.
وسبق أن أثارت تصريحات عنصرية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير جدلا واسعا، عندما قال إن تنقله مع زوجته وأطفاله أهم من حرية حركة العرب، فيما كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يتبنى موقفا أكثر راديكالية، قد أثار الجدل أكثر من مرة، عندما دعا إلى محو قرية حوارة الفلسطينية، وعندما عرض "خريطة إسرائيل" تضم الأراضي الأردنية، على سبيل المثال.