دعا رئيس مجلس الشورى الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أحمد عبيد بن دغر، مساء اليوم الإثنين، جماعة الحوثيين إلى "البدء بخطوة وقف الحرب وعدم البحث عن سلام ناقص وزائف لا يستند إلى مصداقية والتزام صريح تجاه مصالح اليمنيين".
وجاءت الدعوة الجديدة للمسؤول اليمني بعد أن أطلق، الشهر الماضي، دعوة لتشكيل "تحالف إنقاذ" لوقف الحرب، في خضم معارك ضارية تشهدها الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية، حيث يشن الحوثيون هجمات مكثفة للسيطرة على آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد.
مفاوضات بدون تدخلات خارجية
وجدد بن دغر، في بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، الدعوة إلى "وقف إطلاق النار بصورة دائمة وشاملة، والذهاب فورًا إلى مفاوضات يمنية- يمنية، وبرعاية أممية، ودون شروط مسبقة، ما عدا شرطي الحفاظ على الجمهورية، والوحدة دولة اتحادية التي تضمن حق كل يمني في مواطنة متساوية".
وقال: "البداية اليوم كالبداية بالأمس، الحوثيون هم من سيقرر وقف إطلاق النار، فقد بدأوها مُعتَدين متمردين على الدولة كحركة مسلحة بشعارات متطرفة، يشنون الحرب بعد الحرب بقيادة إيرانية، وبتشجيع من آخرين، السلام وإنقاذ الوطن يتحقق عندما يقررون أنهم ذاهبون إليه".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن التدخلات الخارجية التي علّقت عليها جماعة الحوثيين أسباب حروبها "تتوقف بتوقفهم عن الحرب، والسيادة التي تتحدث عنها تصبح قضية كل اليمنيين"، في إشارة إلى تدخلات التحالف الذي تقوده السعودية.
3-البداية اليوم كالبداية بالأمس الحوثيون هم من سيقرر وقف إطلاق النار، فقد بدأوها مُعتَدون متمردون على الدولة كحركة مسلحة بشعارات متطرفة، يشنون الحرب بعد الحرب بقيادة إيرانية، وبتشجيع من آخرين، السلام وإنقاذ الوطن يتحقق عندما يقررون أنهم ذاهبون إليه..
— د. أحمد عبيد بن دغر (@ahmedbindaghar) December 20, 2021
وأضاف بن دغر مخاطباً الحوثيين: "لا تبحثوا عن سلام ناقص وزائف لا يستند إلى مصداقية والتزام صريح تجاه المصالح العليا لليمن أو يمنحكم بعض الأرض (..) اليمن لن يكون موحدًا إلا جمهوريًا، ولن يكون جمهوريًا إذا ما مضيتم فيما أنتم عليه من تأسيس نظام وسلطة في الشمال إمامية مذهبية عنصرية واستعلائية، هذا النوع من السُلَط لم يكن حاضرًا في تاريخ اليمن بإنسانه وجغرافيته".
وفيما أشار إلى أن استمرار الانقلاب الحوثي والحرب والقتل والعنف يفضي إلى تقسيم اليمن، حمّل بن دغر جماعة الحوثيين مسؤولية تقسيم البلاد قبل غيرهم من الكيانات اليمنية التي تنادي بالانفصال، في إشارة ضمنية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
وقال: "تقسيم اليمن تتحملون مسؤوليته أنتم قبل غيركم، ودماء الناس في رقابكم، ووحدة الوطن ضحية لنزعاتكم المتطرفة (..) لا أحد يستطيع أن يفرض علينا التقسيم المصاحب للجوع والتدمير المصاحب للفوضى، إن جعلتم اليمن نصب أعينكم".
ولم يصدر أي تعليق فوري من جماعة الحوثيين إزاء الدعوة الجديدة من رئيس مجلس الشورى اليمني، الذي كان قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية إثر دعوة سابقة لتشكيل "تحالف إنقاذ"، والذي لم يجد تجاوباً صريحاً من الحوثيين.
دعوة في ظل تصعيد عسكري
وتأتي دعوة بن دغر وسط تصعيد عسكري واسع في محافظة مأرب، حيث تواصل جماعة الحوثيين هجماتها المكثفة على معاقل القوات الحكومية في الأطراف الجنوبية بالتزامن مع هجوم مماثل في صحراء الجوف.
وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلات التحالف شنت أكثر من 60 غارة جوية خلال اليومين الماضيين على المناطق التي تسلل إليها الحوثيون في جبل البلق الشرقي جنوبي مأرب، لكنها لم تنجح في كبح الزحف الحوثي.
في السياق، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، تنفيذ 29 عملية استهداف جوية ضد المليشيات الحوثية في مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق بيان نشرته وكالة "واس" السعودية.
وذكر التحالف أن العمليات أسفرت عن تدمير 21 آلية عسكرية والقضاء على أكثر من 300 من عناصر جماعة الحوثيين، دون أن يتسنى التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 28 غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على جبل #البلق بمديرية #الوادي
— المسيرة - عاجل (@alosbou) December 20, 2021
في المقابل، أحصت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان جماعة الحوثيين 35 غارة جوية على مواقعها في مأرب والجوف، وذلك بزيادة 6 ضربات عن الحصيلة التي أوردها التحالف الذي تقوده السعودية.
وفيما أشارت إلى أن 28 غارة طاولت جبل البلق الشرقي في مديرية الوادي جنوبي مأرب، لم تكشف القناة عن حجم الخسائر البشرية أو المادية جراء تلك الضربات الجوية المكثفة.