حذّر رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، رونين بار، من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مع اقتراب شهر رمضان ومصادفته هذا العام مع "عيد الفصح اليهودي"، وذلك خلال زيارته الأولى منذ توليه منصبه، قبل خمسة أشهر، إلى الولايات المتحدة، التي عاد منها اليوم الأحد، بحسب ما نقل موقع "يديعوت أحرونوت".
وذكر الموقع العبري، أن رئيس الشاباك، عاد إلى إسرائيل صباح اليوم، بعد زيارة استمرت بضعة أيام لواشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي، رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، وكبار أعضاء منظومة الدفاع الأميركية والدفاع السيبراني.
وبحسب الموقع فقد تناولت الزيارة "التحديات المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وإبرام اتفاقيات تكنولوجية ومسائل دفاعية في مجال السايبر".
وتباحث بار والمسؤولون الأمنيون الأميركيون في العزو الروسي لأوكرانيا، لكنه لم يكن موفداً من رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، في هذا الموضوع، بحسب "يديعوت أحرونوت".
ووفقاً للموقع فقد حذّر بار خلال زيارته واشنطن من انفجار للأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، إذ من المتوقع أن يقتحم آلاف اليهود في عيد الفصح المسجد الأقصى بالتوازي مع شهر رمضان.
وتقوم عادة خلال الأعياد اليهودية جماعات من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ومن داخل حدود ما قبل الرابع من يونيو/حزيران بأداء صلوات وشعائر دينية يهودية في باحات حائط البراق غربي السجد الأقصى، الذي يطلق عليه الإسرائيليون مسمى "الحائط الغربي"، بزعم أنه ما تبقى من الهيكل اليهودي.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تقديرات إسرائيلية متواترة في الأسابيع الأخيرة، عن احتمال ارتفاع حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة وصولاً إلى اشتعال العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي وجنوده ومستوطنيه، لاسيما في القدس المحتلة، وتحديداً في البلدة القديمة.
وتتوقع السلطات الإسرائيلية أن يصل إلى القدس والبلدة القديمة نحو مائة ألف إسرائيلي خلال شهر رمضان، مع حلول عيد الفصح اليهودي.
ولفت الموقع إلى أن جهات سياسية في الحكومة الإسرائيلية، لم يسمها، تدعي أن "تحذيرات" الشاباك والجيش الإسرائيلي تُحدث توقعات وتوتراً في الجانب الفلسطيني، وفيما المواد الاستخباراتية الحالية لا تدل على إمكانية لاشتعال الوضع.
وتشير الجهات السياسية، التي لم يسمها الموقع، إلى أن الوضع في غزة هادئ "بشكل غير مألوف"، وأن إسرائيل قررت زيادة عدد العمال الغزيين من 10 آلاف إلى 12 ألفاً، وأن عددهم سيزداد أكثر في حال الحفاظ على الهدوء الأمني.
وبحسب تلك الجهات، فإن الضفة الغربية تشهد غلياناً، لكن لا توجد تحذيرات استراتيجية أو استخباراتية لاندلاع مواجهات واسعة.
في ظل هذه الأحداث هناك انتقادات للمستوى السياسي، مفادها أن الجهاز الأمني يدفع الأطراف في غزة والأراضي الفلسطينية بشكل عام إلى "تسلق شجرة شاهقة" مع حديث عن تصعيد محتمل، وبحسب النقاد فإن هذه التصريحات تلزم العناصر المقاومة بالعمل ولو بشكل رمزي.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نشرت، أخيراً، أكثر من تقرير عن تقديرات بإمكانية تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة تحديداً خلال شهر رمضان.
ونشرت هيئة الإذاعة العامة قبل أكثر من شهر عن تعميم عسكري نشره أحد قادة ألوية الجيش في الضفة الغربية، عن الاستعداد لإمكانيات تصعيد خلال شهر رمضان.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، قد بحث، الخميس الماضي، خلال لقائه بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، في عمان، تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى سبل تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوتر في القدس المحتلة.
بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس"، الجمعة، عن وزير الخارجية الإسرائيلي قوله بعد اللقاء مع العاهل الأردني: "اتفقنا على العمل سوياً لتهدئة الوضع وخفض التوتر في القدس".
في المقابل، ذكر الديوان الملكي في عمان أن الملك عبد الله شدد أمام لبيد على وجوب الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس عموماً، وضمان تواصل التهدئة في المنطقة والامتناع عن القيام بإجراءات أحادية الجانب.
وأكد ملك الأردن، بحسب ما أورد الموقع الرسمي للديوان الملكي، ضرورة تكثيف مساعي تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.