تتفاوت تصريحات المسؤولين في "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، وهو المظلة السياسية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حول جدوى التفاوض مع النظام السوري والدور الروسي للتوصل إلى نتائج مثمرة.
وعقب زيارة قام بها قياديون من "مسد" مع مسؤولين في "الإدارة الذاتية" إلى موسكو نهاية الشهر الماضي، وصفت بأنها إيجابية، وأقرت دعم موسكو وتشجيعها للحوار بين "مسد" والنظام السوري، أعلنت رئيسة مجلس "مسد" إلهام أحمد، اليوم السبت، فشل موسكو في لعب دور "الضامن" في هذا الحوار.
وقالت أحمد، في الاجتماع السنوي لتقييم نتائج "مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات"، الذي أقامه "مجلس سورية الديمقراطية" في مدينة الرقة، بحضور سياسيين ومثقفين وناشطين مدنيين ومسؤولين في "الإدارة الذاتية "، إنه "لم يتم تحقيق أي خطوات تجاه الحوار مع دمشق خلال الفترة الماضية"، مشيرة إلى أن الروس حاولوا لعب دور "الضامن" للحوار مع النظام "لكن تعذر عليهم ذلك"، فيما أكدت أن "المحاولات الروسية في لعب دور الضامن لا تزال موجودة".
واعتبرت أحمد، بحسب ما نقل موقع "نورث برس"، أن الحوار مع النظام السوري والدعوات لهذا الحوار "لا تعني شرعنة الحكومة"، كما اتهمت النظام السوري بـ"التعنت"، معربة عن اعتقادها بأن النظام "ينظر إلى نفسه بمنظور القوة، وأنه خرج من الصراع منتصرا".
في الوقت ذاته، اعتبرت أحمد أن التصريحات الأميركية بخصوص إعادة التطبيع العربي مع النظام السوري كانت "واضحة"، من خلال التأكيد على أن النظام السوري لا يزال فاقدًا للشرعية، وعلى هذا الأساس أوقفت الولايات المتحدة هذا التطبيع.
في المقابل، قال سيهانوك ديبو، عضو الهيئة الرئاسية في "مسد"، في تصريحات صحافية قبل يومين، إن أطرافاً دولية، كالولايات المتحدة وروسيا، أبدت مواقفً "إيجابية" تجاه إجراء مفاوضات "مسد" مع النظام السوري.
وقال شلال كدو، عضو "الائتلاف الوطني السوري" عن "المجلس الوطني الكردي"، وسكرتير حزب "اليسار الديمقراطي الكردي"، إن الحوار بين النظام السوري و"مسد" يتصف بأنه "عقيم" لأسباب عدة، أبرزها أن "النظام السوري لا يمكن أن يجري حوارا جادا مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، كونه هو من سلم له المنطقة لمواجهة تمدد الثورة السورية بداية عام 2011، وبالتالي لن يقدم أي تنازلات".
واستبعد كدو، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن يكون هناك أي مخرجات للحوار بين النظام و"مسد" رغم الوساطة الروسية لدفعها إلى الأمام، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "موسكو تسعى فقط لتطبيق آلية المصالحات التي انتهجتها سابقا في ريف دمشق وعدد آخر من المناطق السورية لإعادة سلطة النظام".
وأوضح أن الاجتماع، الذي أجراه "المجلس الوطني الكردي" مع نائب المبعوث الأميركي الجديد إلى شمال شرق سورية ماثيو بيرل، وسلفه ديفيد برونشتاين، أمس، لم يخرج بنتائج ملموسة لاستئناف الحوار الكردي – الكردي في شمال شرق سورية، رغم التطمينات الأميركية.
وأضاف أن "هناك امتعاضًا من قبل (المجلس الوطني) بسبب التراخي الأميركي وعدم استئناف هذا الحوار المتوقف منذ فترة طويلة"، إضافة إلى الامتعاض المتعلق بضبابية السياسة الأميركية في سورية.