دوافع عباس لتأجيل الانتخابات: خوفاً من الخسارة أمام مروان البرغوثي؟

01 مايو 2021
تأجيل الانتخابات يأتي بسبب الخوف من المنافسة داخل حركة فتح (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

أثار قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية بذريعة مشاركة القدس، شكوك عدد من المحللين والنشطاء حول جدية دوافع التأجيل المعلن عنها، وسط تصريحات كثيرة تفيد بخوف عباس من الخسارة أمام منافسيه في حركة فتح، بحسب ما أورد عدد من الصحف والمواقع الأجنبية.
ونقل موقع "ميديل إيست أي"، اليوم السبت، عن مسؤول فلسطيني مطلع على ملف الانتخابات للموقع، إن الرئيس محمود عباس تذرع بالقدس لتأجيل الانتخابات وحماية موقفه من منافسيه داخل حركة فتح. مشيرا إلى أن "الانتخابات كانت خطيرة حقا، ليس من منافسة حماس، بل من التنافس داخل فتح ذاتها".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "كانت هناك إرادة حقيقية لإجراء انتخابات، لكن منذ اليوم الأول الذي قرر فيه مروان البرغوثي خوض الانتخابات، علمنا أنه لن تكون هناك انتخابات".
ووفقا للمسؤول، فإنه تم عرض عدة خيارات على الرئيس محمود عباس لتجاوز فكرة الموافقة الإسرائيلية بإجراء الانتخابات في القدس. وكان من بينها: وضع مراكز اقتراع في منشآت للأمم المتحدة بالقدس، أو وضعها في السفارات الأوروبية، أو إجراء عملية تصويت إلكتروني، إضافة لفتح مراكز اقتراع داخل القدس.
من جهته، نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، أي حلول مطروحة بشأن إجراء الانتخابات في القدس، مؤكدا أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يقترحا شيئا.

أما عوني المشني المرشح ضمن قائمة " الحرية" التابعة لمروان البرغوثي، فقال إن قرار تأجيل الانتخابات يأتي جراء خوف بعض الجماعات المتنفذة من فقدان سلطتها، مشيرا إلى أن خطورة التأجيل تكمن في رهن العملية الانتخابية في يد إسرائيل.
بدورها، قالت المحاضرة في جامعة القدس إيناس عباد، إن الرئيس عباس كان بإمكانه استخدام المخاوف بشأن القدس للتأكيد على مدى أهمية الانتخابات والمضي قدما بها. لكن بدلاً من ذلك، استخدمها كمهرب".
وأضافت، "الوضع الآن يفيد ببقاء عباس حتى وفاته، وهو ما يذكرنا بأوضاع الدول العربية".
وبحسب ما قال المحلل السياسي عدنان أبو عامر للموقع،" فإن هناك عدة صيغ يمكن بحثها لمنع تأجيل الانتخابات، لكن السبب الحقيقي وراء التأجيل، هو حالة الانقسام، ومخاوف الرئيس عباس من النتائج التي ستفرزها الانتخابات.
وقال الناشط في حقوق الإنسان عيسى عمرو، إن الرئيس عباس أوقف الانتخابات خوفا من الخسارة أمام مروان البرغوثي، معربًا عن خيبة أمله إزاء القيادة الفلسطينية الحالية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس الماضي: "كانت الاستعدادات جارية لعقد الانتخابات، لكن جرى إضعاف الرئيس عباس وحلفائه بسبب المنافسين داخل حزبه، حيث أعلن مروان البرغوثي وناصر القدوة عن قائمة مرشحين لخوض الانتخابات ضد قائمة عباس".

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول فلسطيني، أن عباس قلق من تراجع إمكانية فوز حزبه في التنافس مع قائمتي مروان البرغوثي ومحمد دحلان اللتين تنافسان حزبه.
كما نقلت وكالة "رويترز" في تقرير لها  اليوم السبت، عن المحلل السياسي في غزة، طلال عوكل قوله،" إن التأخير سيتسبب بخيبة أمل كبيرة بين الفلسطينيين الذين يأملون في إحداث تغيير وإنهاء الانقسام".

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية،  نبيل أبو ردينة، اليوم السبت، إن قرار تأجيل الانتخابات "يمثل حفاظا على الثوابت الوطنية، وعلى رأسها القدس"، مضيفًا أن إجراء الانتخابات دون القدس هو تنفيذ لـ"صفقة القرن".
وأضاف أبو ردينة، في تصريحات له بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس حدد طريقا واضحا بعد قرار تأجيل الانتخابات يتمثل في حوار مع الفصائل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعزيز منظمة التحرير، والتفكير بعقد مجلس مركزي، لوضع سياسات واستراتيجيات معينة، وما يجب الاتفاق عليه من قضايا استراتيجية، للحفاظ على الثوابت الوطنية كلها، تؤكد أنه لا سلام بدون القدس، ولا دولة بحدود مؤقتة.
وأكد أبو ردينة أن القدس عاصمة فلسطين، والقضية ليست انتخابات، داعيا كل من لديه ملاحظة على قرار تأجيل الانتخابات إلى "فهم اللعبة الأميركية والإسرائيلية وبعض التواطؤ الإقليمي، لإقامة كيان هزيل لا يمكن أن يتم السماح به".
وبين أن القيادة الفلسطينية حاولت بكل السبل إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، مشيرا إلى أن الأسابيع القادمة ستشهد حراكا داخليا لبلورة موقف وطني للسير عليه.

المساهمون