دوافع انتخابية وراء الرفض الإسرائيلي لتعديلات لبنان على مسودة اتفاق الحدود البحرية

07 أكتوبر 2022
اتضح للبيد وغانتس أن الاتفاق لن يوقع قبل الانتخابات (جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -

يؤكد الإعلان الإسرائيلي أمس الخميس، عن رفض مقترحات التعديلات اللبنانية على مسودة اتفاق الحدود البحرية، بموازاة تفويض رئيس الحكومة يئير لبيد ووزير الأمن بني غانتس باتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة تصعيد محتمل مع لبنان، وإبراز توجيهات غانتس للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمواجهة سيناريوهات مختلفة لتصعيد محتمل مع لبنان على خلفية "تعثر" المفاوضات، حجم الضائقة التي تعانيها حكومة تصريف الأعمال الحالية في إسرائيل بقيادة لبيد، خصوصاً في ظل ما يبدو أنه تأخير أكيد في الجدول الزمني المحتمل للتوقيع على الاتفاق، إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ولفت مصدر أمني في تصريح بثته الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، إلى أن توجيهات غانتس التي أبرزها الإعلام الإسرائيلي مساء أمس، هي رسالة واضحة للبنان لتخييره بين التوقيع على الاتفاق، وبين التهديد بحرب قد تسبّب ضرراً بالغاً له.

وفي السياق، أبرز أيضاً محلل الشؤون الأمنية لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن ما حدث في واقع الحال هو تراجع إسرائيلي، وتحديداً للبيد وغانتس، اللذين قاما عملياً بتغيير موقفهما 180 درجة كمن يقوم باستدارة على شكل حذوة، وذلك بعدما اتضح لهما أن الاتفاق لن يوقع قبل الانتخابات، أولاً، وتحت ضربات المعارضة التي سددها للاتفاق زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي اتهم الحكومة الحالية بالرضوخ لتهديدات حزب الله، ثانياً.

ولم ينف هرئيل وجود دوافع حزبية وانتخابية للإعلان الإسرائيلي، بعدما اتضح أنه لن يكون ناجزاً قبل الانتخابات، وبالتالي هي محاولة من قبل الثنائي لبيد وغانتس لنفي تقديم أي تنازل عن "المصالح الأمنية والاقتصادية" لإسرائيل.

وأشار إلى أن "حكومة إسرائيل قامت باستدارة على شكل حذوة، أو أنها تتظاهر بذلك، بادعاء أن لبنان قدم تعديلات "جوهرية" وفق الوصف الإسرائيلي، علماً أن الأميركيين اعتبروا التعديلات اللبنانية طفيفة. ولفت هرئيل في هذا السياق، إلى أن الرد الصادر عن لبيد كان خفيف اللهجة مقارنة بالبيان الذي أصدره بعد ذلك بساعات ديوان وزير الأمن، وجاء فيه أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات تصعيد على الجبهة الشمالية.

وتؤكد هذه القراءة أن الموقف الإسرائيلي الحالي المعلن هو موقف تكتيكي انتخابي، خصوصاً وأن مراسلة الإذاعة الإسرائيلية أعلنت صباح اليوم الجمعة، نقلاً عن وزير شارك في مداولات الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي مساء أمس، أنه "كان هناك إجماع بين المشاركين على أن الاتفاق المقترح جيد".

رئيس مستوطنة إسرائيلية حدودية مع لبنان ينفي أخبار رفع حالة التأهب

إلى ذلك، نفى رئيس مستوطنة شلومي الحدودية القريبة من لبنان، غابي نعمان، أن يكون الجيش الإسرائيلي بدأ أمس تغييرات في نظام ووتيرة نشاطه في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، قائلاً للإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، إنه تواصل مع قادة القيادة الشمالية للجيش، ولم يتغيّر شيء في نشاط القادة الميدانيين وقادة الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود، وهي لا تزال تعمل وفق تعليمات الأنظمة الروتينية اليومية العادية، ولم تنتقل لأي نمط جديد من النشاط العسكري.

واتهم نعمان، غانتس، بأنه سبّب الهلع والخوف لسكان المستوطنات الشمالية في إسرائيل، من خلال بيان غير صحيح على الإطلاق.