دراسة بحثية: "الجبهة الشامية" فصيل سوري قاعدته محلية الانتماء

30 اغسطس 2023
"الجبهة الشامية" فصيل من فصائل "الجيش الوطني السوري" (الأناضول)
+ الخط -

أشارت دراسة بحثية أصدرها مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة، مؤخراً، إلى أن عناصر فصيل "الجبهة الشامية" المعارض للنظام السوري، لا يقاتلون "بهدف الحصول على المال"، كما أن مقاتليه وعناصره محليون.

وتتخذ الدراسة منهجاً علمياً في التحليل والاستنتاج، واضعةً "الجبهة الشامية" تحت المجهر، من خلال الوصول إلى قيادته وعناصره، ووصلت إلى نتائج تدحض مفاهيم خاطئة أو مغلوطة تقول إنّ القتال ضمن الفصائل المسلحة يكون بهدف المال، أو أن الفصائل تستخدم المال والدعم من أجل التعبئة لمعركتها العسكرية.

وفي سبيل الوصول إلى نتائجها، ارتكزت الدراسة على مقابلات مع عينة من المقاتلين مباشرة، واستمعت إلى سردياتهم، وهي خطوة عادةً ما يتجنبها الباحثون الذين يعملون على مثل هذه المواضيع. 

وأجرت الدراسة مديرة قسم الدراسات في مركز "حرمون"، رهف الدغلي، وهي أكاديمية وباحثة سورية حاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة النكستر في بريطانيا عام 2017، ولديها مجموعة من الدراسات والأبحاث العلمية في مجالها.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، بينت الدغلي أن "الدراسة خلُصت إلى أن الجبهة الشامية لا تنطبق عليها أحكام النظريات السائدة فيما يخص المصالح والحوافز المادية".

وتشير الباحثة الأكاديمية إلى أن خصوصية السياق الحالي المتمثلة في عدم وجود معارك مباشرة يحصل فيها المقاتلون والقادة على الغنائم تدل على أن هؤلاء المقاتلين لا يقاتلون بهدف المال. وتضيف الأكاديمية أن "قاعدة الفصيل هي من مقاتلين ينتمون للمنطقة ذاتها، التي تنشط فيها الجبهة الشامية".

وبحسب الباحثة، وهي أيضاً أستاذة العلوم السياسية في جامعة لانكستر في بريطانيا، فإن ما سبق "يجعل المقاتلين في الجبهة يرفضون أن يتم استخدامهم كمرتزقة ويرفضون القتال في الخارج".

وأكدت الباحثة أن أهمية الدراسة تأتي "من أنها تضع الفصيل ضمن مقاربات نظرية سائدة تدحض وجود جشع عند المقاتل العادي، وتركز الدراسة على السردية الشعورية للمقاتل".

ويُذكر أن "الجبهة الشامية" فصيل من فصائل "الجيش الوطني السوري" وتشكل عام 2014 من اتحاد مجموعة من أكبر الفصائل المسلحة في حلب، وهي "كتائب نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الإسلامية، تجمع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية، صقور الشام".

وشهد ريف حلب مؤخراً قتالاً فصائلياً كان فصيل "الجبهة الشامية" أحد أطرافه، على خلفية اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف أبو غنوم وزوجته في مدينة الباب شرقي حلب، واتهام فصيل محلي آخر بالضلوع في العملية وتلقيه الدعم من "هيئة تحرير الشام" ضد "الجبهة الشامية".