اتهم رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الجمعة، جماعة "الخدمة"، التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن، بالوقوف خلف سياسات منعت تركيا من دعم "الجيش السوري الحر" المعارض، للحفاظ على محافظات الشمال السوري أمام "داعش" و"وحدات حماية الشعب" الكردية.
وجاء كلام داود أوغلو، في حوار مع قناة "خبر تورك"، إذ رد على اتهامات بفشل سياساته في سورية إبان توليه منصب وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء.
وقال داود أوغلو الذي انتقل إلى صفوف المعارضة مؤسساً حزب "المستقبل": "لو كان بالإمكان حماية الجيش الحر في حلب لكان الوضع مختلفاً حالياً، وحاولت عبر وسائل دبلوماسية حماية المصالح التركية، وعندما كنت رئيساً للوزراء كتبت تعميماً أرسلته لهيئة الأركان بأن تتولى المخابرات المركزية العمليات، لأنّ المنطقة تحولت لحالة حرب حقيقية".
وأضاف: "تم استهداف الجيش الحر في الداخل التركي بتشويه سمعته، وتم توقيف شاحنات تابعة للمخابرات التركية تحمل أسلحة للجيش الحر، كما عملت هذه العناصر على استهداف المكلفين بتقديم الدعم والتدريب لعناصر الجيش الحر في سورية".
وأوضح رئيس الوزراء التركي السابق أنّ "هذا الجيش المخترق انقلب على البلاد، ومع هذا الجيش كيف يمكن تطبيق السياسات في سورية؟ لا يمكن منع ما حصل في سورية عبر الدبلوماسية فقط، فالمكلف بحفظ الأمن هو المسؤول عما حصل، وهو أكبر خطأ وليس من مسؤولية وزارة الخارجية، لأنه لا أحد كان يتوقع هذا التغلغل للجماعة التي كانت تسرب الاجتماعات، ولا يمكن مع هكذا جيش اتخاذ سياسات في سورية".
واستعرض داود أوغلو ما حصل منذ بدء الحراك الشعبي في سورية، بالقول: "في عام 2011 رسمنا خطاً من السليمانية مروراً بشمال سورية، وصولاً إلى اللاذقية على ساحل المتوسط، وقلنا إنّ هذه المنطقة هي أمن تركيا، وستبين قدر تركيا لمئة عام، ووضع "داعش" بالمنطقة لاحقاً مثل خنجر، وحاولوا إظهار "داعش" بأنه صنيعة تركيا، رغم أنّ تركيا كان لها تأثير على هذه المنطقة وانقطع هذا التأثير بسبب "داعش" وقضائه على العناصر الموالية لتركيا".
وأكد أنّ "ما أضعف تركيا في سورية هو ما حصل في العام 2013. في مايو/ أيار تساهلت أميركا وحكم نوري المالكي بالعراق بهروب عناصر "داعش"، وفي يونيو/ حزيران سقطت الموصل، وفقدت تركيا نفوذها بالموصل، وبعدها بدأ الربيع العربي يعمل ضد تركيا، وفي سورية أيضاً كان هناك إطلاق بعض العناصر، وكل هذه العناصر عملت ضد الجيش الحر والمجالس المحلية، وعناصر "داعش" كانت تتعاون مع قوات النظام، كما أنّ التنظيم والوحدات الكردية لم تشتبك حتى حصول الهجوم على عين العرب كوباني".
وشدد على أنّ "هدف "داعش" هو القضاء على أي قوة تتعاون مع تركيا، وأمام جماعة غولن المتغلغلة في هيئة الأركان، وتابع متسائلاً "ماذا كان لوزير الخارجية أن يفعل تجاههم؟ لم تستطع تركيا فرض التوازن الحاصل في سورية عبر القوى الناعمة والقوية، من خلال منع عناصر غولن تدريب الجيش السوري الحر".
واتهم داود أوغلو إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في سورية بأنّ "لها أخطاء فادحة، وما حل بسورية تتحمله الإدارة الأميركية في ذلك الوقت، وأول سبب هو التغاضي عن الخط الأحمر مع استخدام السلاح الكيميائي في العام 2013 في أغسطس/ آب، وهو ما زاد من نفوذ روسيا على النظام في سورية، وبات لها قناعة بأن أميركا ستسكت على جميع مجازر النظام".
وأردف: "الصمت الأميركي على استخدام الكيميائي كان لحظة انكسار في العلاقة مع أميركا في سورية، وبعدها ما كان يجب العمل عليه هو عند دخول "داعش" لسورية، كان يجب دعم الجيش الحر للقضاء عليه، وأوصيت الحكومة بذلك، ولو تمكنا من دعم الجيش الحر كما فعلت أميركا مع الوحدات الكردية، وسيطرنا على الرقة ودير الزور وحلب، لم نكن لنتكلم الآن عن هذه الأخطاء، كان على تركيا تحمل المخاطر كما فعلت روسيا".
وختم بالقول: "خسرت تركيا حلب بسبب العلاقات مع روسيا، وهي الآن في طريق خسارة إدلب، لأنّ روسيا تطلب حالياً نقل العناصر الموجودة جنوب الطريق الدولية باتجاه الشمال، وهو ما يعني حصر ملايين من المدنيين بمكان ضيق بين الطريق الدولية إم 4 والحدود".
وتتهم أنقرة غولن المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا 2016، وبين الفينة والأخرى، تعتقل قوات الأمن التركية عدداً كبيراً من الأشخاص بتهمة الانتماء لجماعته.