خسائر للنظام شماليّ سورية.. و"قسد" تواصل حملة الاعتقالات في ريفي دير الزور والحسكة

20 ابريل 2021
النظام يواصل خرق الهدنة في إدلب(عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري، فجر اليوم الثلاثاء، في قصف متبادل مع المعارضة المسلحة بريف إدلب الجنوبي شمال غربيّ البلاد، الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اعتقال مجموعة من الأشخاص في ريفَي دير الزور والحسكة، وسط اتهامات لها بقتل شخص مدني خلال مداهمة في ريف الرقة.
وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة السورية المسلحة قصفت بصواريخ محلية الصنع موقعاً لقوات النظام في محور الملاجة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفها، مضيفة أن القصف جاء رداً على استمرار النظام بقصف منطقة جبل الزاوية.
وكانت قوات النظام قد قصفت، عند منتصف الليل، مناطق في قرى دير سنبل وبينين وسرجة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

كذلك قصفت، مساء أمس، مناطق في جبل الزاوية ومناطق في ريف حماة، موقعة إصابات بين المدنيين.
وتستمر قوات النظام بشكل شبه يومي في قصف المنطقة، على الرغم من خضوعها لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مارس/ آذار 2020 بين تركيا وروسيا في موسكو، الذي ينص على وقف تام لإطلاق النار بين المعارضة والنظام السوري.
من جهته، جدد "الجيش الوطني السوري" قصفه المدفعي لمناطق تسيطر عليها "قسد" في ناحية عين عيسى بريف الرقة، شمالي البلاد.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن القصف من "الجيش الوطني" طاول مناطق في قرية صيدا ومناطق على الطريق الدولي حلب الحسكة، مشيرة إلى أن القصف أدى إلى احتراق آلية نقل فقط.
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي التابع لـ"قسد" اعتقال الأخيرة ستة أشخاص في عمليتين أمنيتين نفذتهما في ريفَي الحسكة ودير الزور، مضيفة أن العمليتين ضد "مرتزقة داعش"، جرتا أول من أمس الأحد، إحداهما في بلدة مركدة بريف الحسكة، ونتج منها اعتقال شخص واحد، والثانية في بلدة الحوايج بريف دير الزور، أدت إلى اعتقال 5 أشخاص. وزعم المركز أن المليشيات "ضبطت أسلحة كانت بحوزتهم".

وكانت قد تحدثت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أمس، عن شنّ "قسد" عمليات اعتقال في مناطق متفرقة تسيطر عليها يوم الأحد الماضي، إضافة إلى عمليات اعتقال بدعم من قوات التحالف الدولي في مركدة والحوايج.
وفي المقابل، اتهم ناشطون محليون "قسد" بقتل شاب في أثناء عملية دهم كانت تنفذها في قرية الخفية، بحثاً عن مطلوبين لها في شرقي الرقة.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي يتهمون "قسد" بإعدام شخص بالرصاص حاول الفرار في أثناء مداهمة "قسد" للقرية خوفاً من اعتقاله، مؤكدة أنه مدني نازح من ريف دير الزور. كذلك اعتقلت "قسد" قرابة 20 شخصاً من أبناء القرية.
وارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة عمليات المداهمة والاعتقال في مناطق سيطرة "قسد" شماليّ سورية وشرقيّها، وتدّعي "قسد" أنها بهدف ملاحقة عناصر خلايا تنظيم "داعش".

مقتل طفلين بهجوم جديد على رعاة الغنم

من جانب آخر، قتل طفلان وجرح آخرون مساء أمس بهجوم جديد من مجهولين على رعاة للأغنام في مناطق سيطرة النظام السوري بريف حلب شمالي البلاد، كما أدى الهجوم إلى نفوق المئات من رؤوس الأغنام حيث جرى قتلها بالرصاص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجهولين يرجح أنهم تابعون للمليشيات الإيرانية في ناحية مسكنة هاجموا رعاة الأغنام في الأراضي التابعة لبلدة المتايهة وأدى الهجوم إلى مقتل طفلين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وذكرت المصادر أنه بينما لاذ الرعاة بالفرار عمد المهاجمون إلى قتل أكبر عدد ممكن من رؤوس الماشية، إذ نفقت المئات منها رمياً بالرصاص، ما يوحي بأن المهاجمين لم يكن هدفهم السرقة إنما الانتقام أو توجيه رسائل إلى جهة ما بعينها.

وتسيطر على تلك المنطقة قوات النظام السوري بشكل منفرد، وتوجد فيها مقار للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، حيث يتهم الأهالي تلك المليشيات بالوقوف وراء الهجوم، ويحملون النظام السوري المسؤولية أيضا، وهو ليس الهجوم الأول من نوعه على رعاة الغنم في مناطق النظام السوري.

وتتهم المصادر بالدرجة الأولى مليشيا "فاطميون" التي جل عناصرها من الجنسية الأفغانية، حيث تمارس المليشيا انتهاكات مستمرة بحق السكان ولا تتجرأ قوات النظام السوري على ردهم. فيما يقوم الأخير بتوجيه الاتهام دوما إلى تنظيم "داعش" الذي يتخذ منه النظام ذريعة.

يتميز الرعاة في المنطقة دائما بمعرفتهم الجيدة بطبيعة الأرض والطرقات في البادية

ونقلت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المليشيات الإيرانية وبعد تكبدها خسائر في هجمات من قبل "داعش" على مواقعها أو على تحركاتها، تتهم الأهالي في المنطقة بالعمالة للتنظيم ومنحه المعلومات والأخبار عن تحركاتها، وبالتالي تقوم تلك المليشيات بملاحقة السكان وبخاصة الرعاة.

ويتميز الرعاة في المنطقة دائما بمعرفتهم الجيدة بطبيعة الأرض والطرقات في البادية وذلك بسبب طبيعة عملهم التي تقتضي التجول في مناطق كثيرة بهدف الرعي.

 

 

المساهمون