حي جبرة.. معقل حميدتي المحاط بالقناصة وسط الخرطوم

02 مايو 2023
حي الجبرة بالخرطوم الذي يضم منازل حميدتي وبعض أفراد أسرته (العربي الجديد)
+ الخط -

أصبح حي جبرة وسط العاصمة السودانية الخرطوم من أكثر الأحياء حماية في المدينة بعد عدة محاولات لاقتحامه بسبب ساكنيه حيث يقع فيه منزل محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع.

وبعد اندلاع المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في 15 إبريل/نيسان المنصرم، تقاسم الطرفان المتصارعان في السودان السيطرة على العاصمة الخرطوم المكونة من ثلاث مدن، وبات كل طرف يستميت في الدفاع عن مواقعه.

وقام "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بجولة في حي جبرة حيث يملك حميدتي وأفراد من عائلته عدداً من المنازل التي لا تزال صامدة رغم ما طاولها من آثار لمحاولات الاقتحام التي نفذها الجيش للحي عقب بدء المعارك، ويخضع الحي حالياً لحراسة مشددة من قبل عناصر الدعم السريع الذين يتوزعون على الأرض وعلى أسطح البيوت مزودين بقناصات.

وتكمن أهمية هذا الحي في وقوعه في منطقة نشطة ومكتظة بالسكان والمحال التجارية، ويقسم هذا الحي إلى نصفين طريق يسمى شارع جبرة الرئيسي، يمتد من الغرب إلى الشرق، وأهميته الكبرى أنه يقع جنوب قيادة سلاح المدرعات وشرق مصنع الذخيرة وشمال مستودعات الغاز، التي يجاورها جنوباً أحد مقار هيئة التصنيع الحربي، وهي مؤسسات تابعة للجيش السوداني.

وبمجرد الدخول إلى الحي من الناحية الغربية يظهر عناصر مدججون بالسلاح من الدعم السريع يبدون في حالة استعداد كاملة للاشتباك، وبعد التوغل قليلاً إلى الداخل يظهر عناصر آخرون يجلسون ممسكين بأسلحتهم على الرصيف وأمام عتبات المنازل المجاورة للطريق الرئيسي. ويتوزع العناصر على الأرض فيما بعضهم يحمل القناصات على أسطح المنازل.

وداخل الحي هناك عدد من سيارات الدفع الرباعي ملطخة بالطين ولا يظهر منها سوى جزء بسيط من الزجاج الأمامي حيث مقعد السائق، وتحمل بعض هذه السيارات مدافع الدوشكا، والبعض الآخر تحت الأشجار يحمل مدافع مضادة للطائرات.

وهجر عدد كبير من المواطنين منازلهم التي تجاور المكان، بينما بقي القليل من الذين يسكنون على بعد شارعين أو أكثر من موقع منازل حميدتي وأسرته، خصوصاً بعد أن تعرضت بعض منازل الحي للإصابة بالرصاص جراء الاشتباكات، وقتل عدد من المواطنين، بينما انحصر الدمار الأكبر في معسكر الدعم السريع، الواقع شرق الحي عند محطة مصنع البيبسي، وهو أحد المعسكرات الرئيسية للقوات.

ويسود هدوء مخيف المنطقة، وليس هناك سوى عدد قليل من المتاجر التي تفتح أبوابها لساعات محدودة خلال اليوم. وخلال جولة "العربي الجديد" في المنطقة ظهرت فجأة فوق الحي طائرة مقاتلة من نوع ميغ 29 تابعة للجيش السوداني، وسرعان ما انطلقت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع بكثافة محاولة إسقاطها.

وقال محمود، أحد سكان الحي، لـ"العربي الجديد" إن المنطقة الغربية الشمالية تضم منزل حميدتي، بجانب منزل شقيقه عبد الرحيم دقلو وعمه وبعض أقاربه، وتتوسط هذه المنازل مساكن المواطنين وهي جميعها عمارات متعددة الطوابق.

سيرة سياسية
التحديثات الحية

وأوضح محمود أن عدداً من المواطنين قُتلوا عندما جرت عملية اقتحام نفذتها قوة من الجيش السوداني، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر الدعم السريع، وتعرضت منازل المواطنين ومن بينها منزله للإصابة بالرصاص خلال المواجهات، وأشار إلى أن السكان يعتقدون أن المنازل التي يستميت عناصر الدعم السريع في الدفاع عنها، وعلى رأسها منزل حميدتي نفسه، ربما تحتوي على الكثير من الأموال والذهب، وهي في الأساس تضم أيضاً مخزناً ضخماً للذخيرة، على حد قوله.

المساهمون