حصلت حكومة الاحتلال الجديدة، بقيادة نفتالي بينت، مساء اليوم الأحد، على تأييد 60 عضو كنيست ومعارضة 59 نائبا، لتنال بذلك ثقة الكنيست وتصبح الحكومة الـ36 في تاريخ دولة الاحتلال، وذلك بعد خمس ساعات من المداولات والخطابات لمختلف ممثلي الكتل الحزبية في الكنيست.
وكان يفترض أن تحصل الحكومة على 61 صوتًا تضمن لها الأغلبية المطلوبة؛ لكن سعيد خرومي، وهو أحد أعضاء القائمة العربية الموحدة المنخرطة في الحكومة، غادر القاعة في لحظة التصويت، ثمّ أبدى امتناعه، احتجاجًا على عدم الحصول على ضمانات لوقف الهدم في قرية بير هداج مسلوبة الاعتراف في النقب، وذلك بعد أن هدد في وقت سابق بالتصويت ضد الحكومة وقطع الطريق أمام تنصيبها عمليًّا. وقد ينبئ هذا الأمر بأن الحكومة الجديدة ستواجه مستقبلًا إشكاليات كبيرة في تحصيل الأغلبية المطلوبة لتمرير القوانين، كما قد يشي بخلافات في أوساط القائمة الموحّدة، بقيادة منصور عباس، قد تتفاقم مستقبلًا.
وكانت مراسم تنصيب الحكومة الجديدة قد بدأت في الرابعة من بعد ظهر اليوم بكلمة من رئيس الحكومة قاطعها وزراء وأعضاء معسكر زعيم المعارضة حاليًّا، بنيامين نتنياهو. وتعهد نفتالي بينت بأن حكومته ستعزز الاستيطان في كل نواحي "أرض إسرائيل"، والحفاظ على ما سمّاه المصالح القومية في مناطق "ج" من الضفة الغربية، لمراقبة ومنع البناء الفلسطيني "غير القانوني"، بحسب زعمه.
إلى ذلك، قال بينت إن حكومته ستعارض الاتفاق النووي الجديد مع إيران، ولن تسمح بأن تمتلك إيران قوة نووية. وشدد بينت على أجندة داخلية، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة المتفق عليها بين مختلف أحزاب الائتلاف الحكومي.
في المقابل، هاجم نتنياهو، في خطابه الذي دام أكثر من 35 دقيقة، الحكومة الجديدة، واصفا إياها بأنها حكومة يسارية وخطيرة.
وشن نتنياهو هجوما على نفتالي بينت وحكومته، متهما الأخير بأنه لن يكون قادرا على مواجهة الضغوط الدولية والأميركية؛ لا في الملف الإيراني ولا في ملف الاستيطان، كاشفا أنه رفض مؤخرا طلبا أميركيا بإبقاء الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة سرية وعدم نشرها على الملأ، لكنه، أي نتنياهو، رفض ذلك وقال إن حكومته ستبذل كل ما في وسعها لمنع إيران من امتلاك القوة النووية، ولو كلف ذلك احتكاكا مع الولايات المتحدة.
إلى ذلك، استعرض نتنياهو إنجازاته خلال تبوّئه منصب رئيس الحكومة على مدار 12 عاما الأخيرة، وأهمها "بناء القوة الإسرائيلية ورفض عقيدة اليسار بالتنازل وإقامة دولة فلسطينية، واعتماد عقيدة السلام مقابل السلام" التي جسدتها اتفاقيات التطبيع مع دول عربية في الخليج.
وأشار نتنياهو إلى أن دول الخليج، على ضوء معارضة إسرائيل للاتفاق النووي ولتمدد القوة الإيرانية، باتت تعتبر إسرائيل قوة إقليمية حامية لها أيضا في وجه إيران، خصوصا بعد أن اقتنعت إدارة ترامب بالموقف الإسرائيلي وانسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، على حد تعبيره.
وأكد نتنياهو أنه سيبقى على رأس المعارضة، ولن يوفر جهدا لإسقاط حكومة بينت، قائلا في النهاية لأنصاره "سنعود للحكم وفي أسرع مما تتصورون".