قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، إنه تلقى صباح اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، مضيفاً في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أنه أخبر غالانت بأن الوضع الراهن لم يعد مقبولاً.
وكشف الشيخ أن القيادة الفلسطينية أبلغت الإدارة الأميركية بأن إمكانية مشاركتها في لقاء ثالث بعد لقاء شرم الشيخ الذي عقد في التاسع عشر من مارس/ آذار الماضي، مع القيادة الإسرائيلية في هذه الظروف "غير وارد إطلاقاً".
وحول اتصال غالانت، قال الشيخ "اتصل وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت بي صباح اليوم، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتحدثنا عن كل التطورات الحاصلة، وتحديداً هذا التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، سواء باقتحام المدن الفلسطينية، أو بالإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية، والإعلان عن بؤر استيطانية جديدة أخرى، والعودة إلى مستوطنات (حومش) في جنين و(آفاتار) في بيتا جنوب نابلس، وإرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين في القرى والبلدات الفلسطينية".
وتابع "أخبرته بأن استمرار هذا الوضع لم يعد مقبولاً، والقيادة الفلسطينية ستجتمع بعد عيد الأضحى المبارك لتقييم هذا الوضع واتخاد القرارات الواجبة فيما يتعلق بمستقبل العلاقة مع إسرائيل". وأضاف الشيخ: "تحدث غالانت عن موجة العنف وأدان بشدة عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين".
وحول ما نشره مكتب غالانت من أن الأخير شدد "في حديثه مع الشيخ على أن قوات الأمن ستواصل العمل ضد الإرهاب حيثما دعت الحاجة"، أجاب الشيخ: "نعم قال ذلك، لكن الإرهاب الحقيقي هو إرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني".
وحول لقائه يوم الاثنين الماضي، في رام الله، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، قال الشيخ: "وضعتها في صورة كل قرارات وتصعيد الحكومة اليمينية الإسرائيلية؛ إرهاب المستوطنين، وبالذات تسليم صلاحيات مناطق (ج)، حسب اتفاق أوسلو، إلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش والذي يعني ضمنا ضم هذه الأراضي".
وتابع الشيخ "طلبنا من الأميركان ممارسة الضغط الواجب واللازم على الحكومة الإسرائيلية، بحكم أنهم الجهة الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم على إسرائيل".
وأكّد الشيخ "أبلغنا الإدارة الأميركية أنه بدون أفق سياسي لا يمكن الوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار والخيارات الأمنية والاقتصادية، على أهميتها، ليست بديلاً عن المسار السياسي، يجب أن يكون كل شيء تحت المظلة السياسية؛ أي يجب أن يكون هناك مفاوضات لإنهاء الاحتلال، وهذا هو الأساس".
وأضاف "أُثير موضوع اللقاء الثالث مع الإسرائيليين بعد مؤتمري العقبة وشرم الشيخ، وأبلغتها بأن إمكانية عقد اجتماع في هذه الظروف غير واردة إطلاقاً، في ظل تصعيد الحكومة الإسرائيلية من جهة، وتنصلها من تفاهمات العقبة وشرم الشيخ، ولا جدوى من عقد أي اجتماع آخر دون ضمانات دولية لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما يجري الاتفاق عليه".
يشار إلى أنه عُقد اجتماعان خماسيان بمشاركة السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية؛ الأول في السادس والعشرين من فبراير/شباط الماضي في مدينة العقبة الأردنية، والثاني في التاسع عشر من مارس/ آذار الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية، فيما تزامن اللقاءان مع عمليتي إطلاق نار في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية قتل وأُصيب فيهما عدد من المستوطنين.