حقق حزب "الخضر" ست نقاط مئوية دفعة واحدة وفق نتائج استطلاعات الرأي التي صدرت أخيراً في ألمانيا، متفوقاً لأول مرة على تحالف "الاتحاد المسيحي" الذي يقود الحكومة الائتلافية في برلين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل.
ويأتي هذا التقدم بعد أيام من ترشيح الحزب لزعيمته المشاركة، أنالينا باربوك، للتنافس على منصب المستشارة الألمانية مع مرشح "الحزب الاشتراكي" أولاف شولز، ومرشح "الاتحاد المسيحي"، أرمين لاشيت.
وحسب الاستطلاع الذي نشرته، أمس الأول الأحد، صحيفة "بيلد" وأجراه لها معهد "كنتار" لأبحاث الرأي، فإنه لو جرت انتخابات عامة الأحد المقبل سيحصل "الخضر" على 28 بالمائة من الأصوات، فيما يحل تحالف ميركل ثانياً بخسارته نقطتين ويحصل على 27 بالمائة من الأصوات. وشارك في الاستطلاع 1225 شخصاً في الفترة ما بين 15 و21 إبريل/ نيسان الحالي.
من جانبه بين استطلاع آخر للصحيفة أنجزه معهد "انسا" أنه إذا جرت انتخابات مباشرة لمنصب المستشار فسيختار 30 بالمائة من المصوتين باربوك، فيما سيحصل شولز على 20 بالمائة، ولاشيت على 18 بالمائة من الأصوات.
هذه الأرقام عززت من المنافسة المفتوحة بين المرشحين، وصلت إلى حد التصويب على قدرات وطاقات المنافس الآخر على المنصب التنفيذي في برلين.
وفي السياق، اعتبر شولز السباق لمنصب المستشار بأنه "مفتوح تماماً"، نافياً أن يكون زملاؤه المنافسون مناسبين للمستشارية، موضحاً في حديث مع صحيفة "بيلد" أن "ألمانيا واحدة من أكبر وأنجح الدول الصناعية في العالم، ويجب أن يديرها شخص لديه خبرة في الحكم". وتابع قائلاً: "أنا المرشح الذي يتمتع بالمعرفة والخبرة اللازمتين لهذه المهمة، وهذا ما يميزني عن الآخرين"، وذلك بحكم أنه يشغل منصب نائب ميركل ويتولى وزارة في الحكومة الاتحادية.
في غضون ذلك، لم يتردد زعيم "الحزب الاجتماعي المسيحي"، ماركوس سودر، الذي خاض المنافسة مع لاشيت للمنصب داخل "الاتحاد المسيحي"، في حديث مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي اف"، في القول إن هناك شيئاً واضحاً، وهو أن "الاتحاد المسيحي" سيواجه أصعب انتخابات منذ عام 1998، ووفقاً لتقييم سودر فإنه يتعين على "الاتحاد" إثبات النجاحات، مثنياً على ما أقدم عليه "الخضر" بترشيح امرأة شابة بأفكار جديدة للسباق نحو منصب المستشارية.
ولفتت صحيفة "دي فيلت" إلى أنه مع إعلان ترشيح باربوك زادت عدد طلبات الانضمام لحزب "الخضر" خلال الأسبوع الماضي، حيث تقدم 2159 شخصاً للحصول على العضوية.
وأشار المدير التنفيذي الاتحادي لـ"الخضر"، ميشائيل كيلنر، لوكالة الأنباء الألمانية أن موجة الانتساب خلال الأيام القليلة الماضية تعتبر رقماً قياسياً في تاريخ الحزب، مبرزاً أنه في المتوسط يتأرجح عدد طلبات العضوية للحزب بين 150 و300 طلب أسبوعياً، وخلال العام الماضي كان هناك حوالى 10 آلاف منتسب جديد.
وشدد كيلنر على أن الظروف الحالية تمثل الوقت المناسب لانطلاقة جديدة في ألمانيا، من أجل حماية المناخ، والحد من عدم المساواة، معتبراً أن تزايد طلبات الانضمام إلى "الخضر" يظهر أن العديد من الناس يتوقون إلى التغيير. وختم بالقول: نتطلع حقاً إلى بدء حملة انتخابية لباربوك مع عدد أكبر من "الخضر" أكثر من أي وقت مضى.
من جهته، اعتبر الكاتب تورستن كراول في مقال له، أن باربوك بديل جديد وجاد لمرشح "الاتحاد المسيحي" لاشيت، مضيفاً أن المؤشر على ذلك، الانخفاض الطفيف في أصوات "الاشتراكي الديمقراطي"، حيث يبدو أن أولئك الذين يودون حقاً إزاحة "الاتحاد المسيحي" من المستشارية يعتمدون على باربوك، بدلا من الاشتراكي شولز.
ولفت إلى أن المقابلات التي تجريها باربوك تؤشر على أنها لا تريد أن تلقى المصير نفسه للزعيم السابق للحزب "الاشتراكي"، مارتن شولتز، الذي قفز في استطلاعات الرأي قبل انتخابات عام 2017، وبدا كأنه البديل القادم لميركل، قبل أن تتهاوى حظوظه.