شهد معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، حراكاً ميدانياً تمهيداً لتشغيله أمام حركة المساعدات إلى القطاع، شمل ذلك إصلاح الطريق بين الجانبين، والمؤتمر الأول من نوعه الذي يشهده المعبر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وحصل "العربي الجديد" على مشاهد خاصة تظهر قيام آليات هندسية وفنية مصرية بتسوية الطريق الرابط بين البوابتين المصرية والفلسطينية، بعد أن تحول إلى حفر عميقة نتيجة القصف الإسرائيلي أكثر من مرة خلال أيام الحرب على غزة.
وأفاد مصدر مصري بمعبر رفح "العربي الجديد" بأن تعليمات وصلت من الجهات السيادية بالقاهرة بإدخال عدد من الآليات الهندسية المصرية يرافقها مهندسين وضباط إلى الجانب الفلسطيني لتسوية الطريق الواصل بين البوابة المصرية والفلسطينية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الطواقم الهندسية عملت على مدار ثلاث ساعات على تسوية الطريق قبيل وصول الأمين العام للأمم المتحدة إلى المعبر، فيما تم إغلاق بوابة المعبر مجدداً بالمكعبات الاسمنتية في انتظار صدور قرار بتشغيل المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية خلال الساعات القادمة.
وبالتزامن مع نشاط الآليات الهندسية المصرية وحضور الأمين العام للأمم المتحدة، تظاهر عشرات النشطاء المصريين على البوابة المصرية لمعبر رفح بجوار الشاحنات المحملة بمواد الإغاثة الإنسانية المصرية، وسط هتافات بضرورة تدخل مصر لفتح المعبر ونصرة غزة ما أدى إلى تأخر مؤتمر الأمم المتحدة عن الموعد المقرر له.
وانتشرت بجوار النشطاء والشاحنات قوة عسكرية كبيرة من الوحدات الخاصة المصرية مع معداتها العسكرية وآلياتها، دون معرفة سبب وجودها.
من جهته، دعا غوتيريس إلى وقف إطلاق نار إنساني غير مشروط لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، كما شدّد على ضرورة الإسراع في نقل المساعدات الإنسانية من الجانب المصري من معبر رفح إلى داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 10 أيام.
وقال غوتيريس، خلال مؤتمر صحافي عقده في الجانب المصري من معبر رفح، الذي وصل إليه اليوم الجمعة، إنه رغم الاتفاق على السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، فإن هناك شروطا تعيق وصولها إلى القطاع، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لتوضيح الشروط ومحاولة الحد من تلك القيود، للتمكن من إدخال شاحنات المساعدات في أسرع وقت وبأكبر كمية ممكنة.
وأضاف: "هناك مليونا شخص يعانون في غزة، بلا ماء ولا طعام ولا وقود ولا علاج ويعيشون تحت القصف، ويحتاجون كل شيء للنجاة".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستتولى عملية توزيع المساعدات في قطاع غزة. وقال إن من الضرورة بمكان ضمان وجود ما يكفي من الوقود في غزة لتوصيل المساعدات لسكان القطاع.
وكانت القاهرة وواشنطن أعلنتا، أمس الخميس، أن الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن اتفقا خلال مكالمة هاتفية على "إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام".
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان فجر الخميس، إن السيسي تلقى من بايدن "اتصالاً هاتفياً ركز على الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح بشكل مستدام، مع قيام الجهات المعنية في الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات".