- وزيرا الخارجية التركي والمصري ناقشا الملف الليبي، معلنين عن التعاون لحل الأزمة، بينما اتفق القادة التونسي، الجزائري، والليبي على رفض التدخلات الأجنبية في ليبيا.
- الجهود العربية، بما في ذلك دور الجامعة العربية والتنسيق المغاربي، تظل محاولات لتوحيد الرؤى حول ليبيا، رغم الانقسامات العميقة والتحديات الإقليمية والدولية المعقدة.
أتاح الفراغ الأممي والدولي الذي تركه المبعوث الأممي عبد الله باتيلي باستقالته من منصبه، حراكاً إقليمياً في الملف الليبي وفرصة لنشاط قبل ملء الدبلوماسية الأميركية لهذا الفراغ، من خلال نائبة رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري، والتي يتوقع أن تتولى مهامه بهدف قيادة مرحلة جديدة من مراحل العملية السياسية المتعثرة. السبت الماضي التقى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري سامح شكري، وناقشا عدة قضايا مشتركة كان الملف الليبي حاضراً فيها بقوة وقد أعلنا عن كيفية "العمل معاً" من أجل حل الأزمة الليبية وتطرقا إلى ماهية المقترحات التي يمكن تنفيذها بحسب مؤتمر صحافي مشترك بينهما، وبعدها بثلاثة أيام كان الملف الليبي حاضراً أيضاً بقوة في قمة جمعت الرئيسين التونسي قيس سعيد والجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وانتهت إلى الاتفاق على عدد من الملفات المشتركة فضلاً عن "الرفض التام للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي".
الحضور المصري التركي ليس جديداً، بل حتى قبل أن يتقاربا كان لهما رأيهما الوازن والمؤثر، بخلاف التنسيق الجزائري التونسي الحديث. كما أن القاهرة نشّطت دور الجامعة العربية مجدداً ومن المتوقع أن تستضيف لقاء ثانياً يجمع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد تكالة، بالإضافة للمنفي، من أجل مواصلة التشاور حول مخرجات لقائهما الأول في العاشر من مارس/آذار الماضي. وبغض النظر عن اختلاف الرؤى بين الحراكين أو اتفاقهما، إلا أن اللافت هو الحضور البارز للملف الليبي. فالتسريبات تتحدث عن دفع القاهرة باسم محدد لرئاسة حكومة جديدة في ليبيا يحظى برضا وقبول تركي، وكذلك القمة في تونس ناقشت في بعض هوامشها، بحسب مصادر ليبية، أفكاراً لدفع المنفي لتولي زمام مبادرة الإشراف على حوار سياسي بين مختلف الأطراف، في ما يشبه محاولة لانتزاع الدور الذي تسعى إليه جامعة الدول العربية وتقف وراءه القاهرة.
يشير الواقع الى أن هذه المساعي العربية لن تتجاوز كونها تصورات وأفكارا بعيدة عن الواقع. حجم الانقسام الليبي وعمقه يجعلان من الصعب على منظمات وتكتلات عربية، كجامعة الدول العربية أو التكتل المغاربي الجديد، التأثير فيه وتغييره في ظرف أيام معدودة. كما أنه بات من الواضح أن استقالة باتيلي جاءت ضمن خطة أميركية وتنفذها من خلال نائبته خوري وسط متغيرات جديدة في وضع البلاد الذي بات يشير إلى ملامح صراع بحجم أقطاب كبرى، كموسكو وواشنطن، وفي ظرف إقليمي حساس تشتعل فيه ملفات عالية الحساسية، سواء في شرق المتوسط أو في العمق الأفريقي.