جيش الاحتلال يواصل البحث عن صورة نصر في قطاع غزة

11 ديسمبر 2023
عجز جيش الاحتلال عن تحقيق الأهداف التي وُضعت للحرب على غزة (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -

لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد 66 يوماً من العدوان على غزة وحرب الإبادة التي تشنها على سكان القطاع، تبحث عن صورة نصر لم يتحقق، يضاف إلى ذلك فشل نظريتها بأن تكثيف الهجمات، والقصف، وسفك المزيد من الدماء، من شأنه المساهمة في إعادة المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

ومع مرور الوقت، تفقد إسرائيل المزيد من محتجزيها خلال وجودهم في الأسر، كإعلان المقاومة على سبيل المثال مقتل جندي في الأيام الأخيرة، عندما حاول جيش الاحتلال الوصول إليه، وفشل العملية، وإصابة عدد من الجنود المشاركين فيها، بعضهم بجروح خطيرة.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، ليل الأحد - الاثنين، قولهم إن العملية البرية في قطاع غزة لم تنجح في خلق ظروف لصفقة أخرى لاستعادة المحتجزين.

وبحسب المسؤولين الذين لم تسمّهم الصحيفة، فإن "تصفية مسؤولين كبار في حركة حماس لا تسير كما توقع الجيش حدوثها في هذه المرحلة من الحرب. وعلى الرغم من أن 50% من قادة كتائب "حماس" قُتلوا، يخلفهم ضباط آخرون يواصلون القتال ضد الجيش الإسرائيلي".

فشل استعادة المحتجزين في غزة عسكرياً

وفي الوقت الذي تفشل فيه دولة الاحتلال باستعادة محتجزيها في غزة بمنطق القوة الذي تعتمده، تظاهر يوم أمس، الأحد، آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين بإطلاق سراح 137 محتجزاً ما زالوا في القطاع.

وبقيت حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفترة تضع على رأس أولوياتها هدف القضاء على حركة حماس فقط، دون أن تكون قضية المحتجزين من ضمنها، إلى أن بدأ الضغط الشعبي عليها، خاصة في ظل الخطر على حياتهم بسبب القصف الإسرائيلي الأعمى على القطاع، والذي أكدت عدة محتجزات من المطلق سراحهنّ أنه طاول أماكن كن موجودات فيها.

من جانبه، كتب المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حائر في كيفية تسويق صورة نصر للجمهور.

وذكر الكاتب أن "الجيش الإسرائيلي ينشر يومياً تقريباً صور استسلام لفلسطينيين في شمال قطاع غزة. ليس كل من يظهر في الصور، أو يرفع يديه، أو كل معتقل ينتمي بالضرورة إلى حركة حماس. يبدو أن معظمهم مدنيون وجدوا أنفسهم في هذا الوضع. مع هذا، لا تزال هذه الصور التي لم يسبق لها مثيل في غضون شهر ونصف من القتال البري، تعبّر عن بداية تغيير".

جيش الاحتلال يعاني في تسويق "الإنجازات"

وبعد حديثه عن مراحل القتال الحالية والمراحل اللاحقة، أشار الكاتب إلى مواجهة الجيش الإسرائيلي معضلة في تسويق ما يعتبره إنجازات، مضيفاً أنه "في حال عدم الوصول إلى صفقة لإعادة المزيد من المخطوفين من بين الـ137 الذين لا تزال "حماس" تحتجزهم، وفي حال لم يكن هناك استسلام بأعداد كبيرة من قبل المخربين (على حدّ تعبيره)، وفي حال لم يتم قتل أعضاء من القادة الكبار للتنظيم، وعلى رأسهم يحيى السنوار، فهل سيقبل الجمهور تقليص شدة القتال؟ لا يزال هناك وقت أمام إسرائيل لتحقيق جزء من هذه النتائج. في حال حالفها الحظ وقُتل السنوار، فربما يقود ذلك أيضاً إلى تسريع صفقة للإفراج عن المحتجزين".

وأشار المحلل العسكري إلى أن ثمة معضلة أخرى تواجه إسرائيل، وهي رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حتى الآن مناقشة المرحلة المتعلقة بكيفية إنهاء الحرب، أو ما يُسمّى باليوم التالي للحرب.

وتابع أن تهرّب نتنياهو يعزز حالة الضبابية الاستراتيجية وصعوبة تحقيق أهداف الحرب، كما يساهم ذلك في تصعيد التوتر أمام الإدارة الأميركية، التي تطلب تنسيق المواقف مع إسرائيل، وأخذ السلطة الفلسطينية دوراً في غزة.

المساهمون